الجمعة، 8 ديسمبر 2017

الملأ في القرآن الكريم




الملأ في القرآن الكريم
ا.د.عبدالجبار العبيدي



1438هـ                                                            2017م
                                         
ﭧ ﭨ
ﮉ  ﮊ          ﮋ  ﮌ   ﮍ  ﮎ         ﮏ  ﮐ  ﮑ    ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ     ﮖ  ﮗ  ﮘ        ﮙ  ﮚ   ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟ  ﮠ     ﮡ  ﮢ 
المؤمنون: ٣٣
الاهداء
الى خير من أقلت الارض واظلت السماء سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الاخيار الميامين
الى والديّ العزيزين اللذان بذلا ما بوسعهما لكي يوصلاني الى ما وصلت اليه
 
ﯚ  ﯛ  ﯜ          ﯝ   ﯞ 
الى كل من سعى لتطبيق أحكام الشريعة الاسلإمية الغراء على ابناء هذه الامة
اهدي هذا العمل المتواضع
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمـــة
الحمد لله رب العالمين، الذي جعل القرآن دستوراً للمسلمين، وعصمة للناس أجمعين، وجعل آياته حكمة وعبرة للمسترشدين، يهدي به الله من أتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد الأمين إمام الموحدين وقامع الشرك والضلال المبين،وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المقربين.
أما بعد:
فقد أتجهت عناية المسلمين إلى تفهم معاني القرآن الكريم منذ أيام الرسول عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، وتنوعت مناهج الدراسات المتصلة بهذا الكتاب الكريم منذ ان بدأت العناية بالتدوين والتأليف، ولما كان القرآن الكريم ولا يزال هو المرجع الذي يأوي إليه المؤمن لينهل من نبعه الصّافي، فقد أتجه العلماء المجتهدون إلى هذا المنهل العذب، الذي أوجب الله على عباده أن يتدبروا آياته ويعملوا بشرائعه وأحكامه حيث يقول: ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ   ﭷ  ﭸ   ﭹ   ﭺ  ﭻ  ([1]).
أنزله الله هداية للناس أجمعين، ليكن منهاجاً لهذه الأمة الخاتمة، تسير على نهجه، وتترسم خطاه وليكون دستوراً لها تحتكم إليه في كل شؤونها، فلها فيه الهداية والرشاد قال تعالى: ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ    ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ    ﭯ   ([2]).
ومن هنا كان العمل على ما يقرب للناس معناه، ويفتح لهم باب التفقه فيه، من أهم ما يجب على القاده والمرشدين، وبينما كنت أتصفح آيات القرآن الكريم في البحث عن موضوع قرآني أجعله عنواناً لبحثي استوقفني حديث القرآن عن الملأ الذين جعلوا أنفسهم أضداد الأنبياء، وكيف أنهم كانوا يتولون مواجهة الرسل وأتباعهم، فأثارت هذه الظاهرة القرآنية اهتمامي، وبعد استشارتي أهل الأختصاص من الأساتذة الكرام- جزاهم الله خيراً- شاءت حكمة الله تعالى أن يكون عنوان بحثي (الملأ في القرآن الكريم).
أهمية الموضوع وسبب أختياره:
يعد موضوع الملأ من مواضيع القرآن البارزة والمهمة التي عرضها القرآن وتحدث عن نماذج منها وقعت عند الأقوام والأمم في الماضي، كما أنها ظاهرة واقعية معاصرة تشاهد عند جميع الدول والشعوب، بل وحتى الأنظمة المعاصرة تعتمد على (الملأ) في حكمها، وهذه الظاهرة واضحة للعيان وإن كانت في الأنظمة المعاصرة أكثر أهمية، وأعمق رسوخاً وانتشاراً وأشدّها تأثيراً وخوفاً. إما أهم الأسباب التي دفعتني إلى إختيار هذا الموضوع فهي على النحو الآتي:
1- رغبتي في خدمة القرآن الكريم بهذا الجهد المتواضع.
2- الأهتمام الذي أولاه القرآن الكريم بموضوع الملأ وذلك بسبب تأثيرهم الواسع والعميق في حياة الناس ومسار الدعوة.
3- إن موضوع الملأ هو من أخطر وأهم المسائل والموضوعات والمشكلات، التي تواجه البشرية وتعيشها الأمة الإسلامية.
منهج البحث:
1-أعتمدت منهج الدراسة الموضوعية.
2- جمعت آيات الملأ مستنبطاً منها عناوين ووزعتها على مباحث البحث.
3-  وضعت بطاقة الكتاب في ثبت المصادر والمراجع،حتى لااثقل الهامش بمعلومات مكررة.
5- نسبت الآيات القرآنية إلى سورها ذاكراً اسم السورة ورقم الآية.
6- نسبت الأحاديث النبوية إلى مصادرها.
خطة البحث:
لقد أملى عليّ منهج البحث أن أقسم البحث على أربعة فصول وعلى النحو الآتي:
الفصل الأول: بعنوان (ماهية الملأ والألفاظ ذات الصلة) وقد تضمن ستة مباحث. أما
مصادر البحث:
اعتمدت في بحثي بعد القرآن الكريم على كتب التفسير والدر اسات القرآنية وكتب الحديث النبوي الشريف، وكتب اللغة والمعاجم، وغير ذلك من الكتب التي سيأتي ذكرها في قائمة المصادر.
هذا هو جهدي ولا أحسب أني استكملت جميع جوانب هذا البحث فإن الكمال لله وحده والنقص والقصور من طبيعة البشر، فإن أصبت فذلك بفضل الله وتوفيقه ونعمته، وإن كانت الأخرى فمن نفسي واستغفر الله إن زل قلمي في أي رأي من هذا البحث، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين












المبحث الأول
تعريف الملأ لغةً واصطلاحاً
المطلب ألأول : تعريف الملأ لغةً
الملأ عند أهل اللغة يطلق على معان كثيرة نذكر منها:
1- الملأ في اللغة هم الأشراف من القوم ووجوههم ومقدموهم، وهو اسم جمع، ويجمع على (أملاء) مأخوذ من ملأ وامتلأ يقال رجل مليء اي: غني وممتليء أي سمين([3]). وفي العادة يكون هؤلاء القوم مليئين وممتلئين.
2- الملأ هم الرؤساء، وقيل: سمي الرؤساء بذلك لأنهم ملأى بالرأي وبما يحتاج إليه([4]). وقيل: إنهم سموا بذلك لأنهم يملوؤن العيون مهابة والمجالس بهاءة([5]). وقال الفيومي: (إنهم سموا بذلك لملاءتهم بما يلتمس عندهم من المعروف وجودة الرأي، أو لأنهم يملوؤن العيون أبهة، والصدور هيبة)([6]). وقال الرازي: (مَلُؤ الرّجل صار (مليئاً) أي: ثقة)([7]).
3- يطلق الملأ في اللغة على الجماعة، الذين يرجع إليهم فيجتمعون ويعزمون على أمر ويجمعون عليه([8]).
4- الملأ بمعنى الطمع والظن([9]).
5- الملأ في كلام العرب بمعنى (الخُلُق)، وما أحسن ملأ بني فلان أي: أخلاقهم وعشيرتهم([10]).
6- قال الفرّاء: (الملأ) هم الرجال في كل القرآن، لا يكون فيهم إمرأة، وكذلك القوم والنفر والرهط ويجمع على أملاء([11]).
7- والملأ هم القوم ذوو الشارة والتجمع للإرادة، والملأ على هذا صفة غالبة، ويقال ما كان هذا الأمر عن ملأ منا: أي ممالأة ومشاورة([12]). قال الخليل: (ومالأت فلاناً على الأمر، أي: كنت معه في مشورته، ويقال: ما كان هذا الأمر عن ملأ مِنّا، أي: عن تشاور واجتماع)([13]).
8- ومن معاني الملأ في المعاجم أنه يطلق على المعاونة والمساعدة، وقد مالأته على الأمر ممالأة أي: ساعدته عليه وشايعته، والممالأة: المعاونة (وتمالئوا على الأمر) أي: تعاونوا عليه([14]). وفي حديث عليّ (u) يزعمون أني قتلت عثمان لا والله ما قتلت عثمان، ولا مالأت على قتله) أي: ما ساعدت ولا عاونت([15]).
9- كما يطلق لفظ الملأ على الأغنياء المتمولوّن ذوو الأموال، ورجل أملأ القوم أي: أقدرهم وأغناهم، ورجل مليء: كثير المال، وقيل: الغني المقتدر([16]).
10- ويطلق الملأ على الرجل الذي يملأ العين، وشاب ماليء العين إذا كان فخماً حسناً، ويقال: فلان أملأ لعيني من فلان، أي: أتمّ في كل شيء منظراً وحسناً، وهو رجل ماليء العين إذا أعجبك حسنه وبهجته([17]).
11- ويطلق الملأ على كثرة العدد([18])، وفي دعاء الصلاة (لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض...)([19]). وهذا تمثيل لأن الكلام لا يسع الأماكن.
12- والملأ هم عليّة القوم([20])، وفي الحديث: (يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى)([21]) يراد الملائكة المقربين.
13- ويطلق الملأ على الأرض الواسعة([22]).
14- ومن معاني الملأ أنهم (الحسنوا القضاء منهم)([23]).
15- وذك التهانوي تعريف الملأ فقال: (الملأ، بفتح الميم واللام عند الحكماء هم الجسم سمي به لأنه مملئ للمكان)([24]).
16- ويطلق الملأ على أسماء جماعات الناس كالقوم والفئة والفرقة والطائفة والجماعة والحشد والصف والفوج والعصبة([25]).

المطلب الثاني:تعريف الملأ اصطلاحاً
          لقد عرّف المفسرون الأجلاّء وأهل العلم والفكر (الملأ) بتعاريف عديدة كل حسب منهجه، فمنهم من جاء تعريفه مطابق للتعريف اللغوي، ومنهم من زاد على ما قاله  أهل اللغة، والبعض الآخر جاء بتعريف جديد على غير ما قاله أهل اللغة وعلى التفصيل الآتي:
1- الملأ هم وجهاء القوم وأشرافهم، وهو أسم للجماعة لا واحد له من لفظه، سمّوا بذلك لأنهم يملؤون القلوب مهابة والعيون حسناً وبهاءً، أو لملاءتهم بما يلتمس عندهم من المعروف وجودة الرأي، أو لأنهم يملؤون العيون مهابة([26]).
2- الملأ هم وجوه القوم والأشراف والرؤساء، لأنهم في العادة هم الذين يبحثون عن مصالحهم ليتفقوا فيتبعهم غيرهم على ما يرونه([27]).
3- الملأ بمعنى الجماعة من الرجال لا إمرأة فيهم، يجتمعون للتشاور فيما بينهم، والذين يملؤون الجمهور الأعظم من العامة([28]).
4- الملأ بمعنى الرؤساء والقادة وذوو السلطة الإدارية في المجتمع، الذين يوجهون أتباعهم ويرسمون لهم الخطط ويتخذون لهم القرارات ضد أعداءهم([29]).
5- الملأ هم أشراف الناس، كأنهم ملئوا شرفاً، وهو أسم جمع ويجمع على أملاء، وسموا بذلك لأنهم يملؤون العيون هيبة، أو المكان إذا حضروه، فهم أشراف القوم وسائر القوم اتباع لهم في الاصدار والإيراد([30]).
6- ويرى صاحب الكشاف أن الملأ هم الأشراف والسادة الذين يتمالأون في النوائب([31]).
7- أما الإمام الرازي فيرى أن الملأ هم الكبراء والسادات الذين جعلوا أنفسهم أضداد الأنبياء، وهؤلاء لابد وأن يكونوا موصوفين بصفة لأجلها استحقوا هذا الوصف، وذلك بأن يكونوا هم الذين يملؤون صدور المجالس، وتمتلئ القلوب من هيبتهم، وتمتلئ الأبصار من رؤيتهم، وتتوجه العيون في المحافل إليهم([32]). ويبدو لي أن هذه الصفات لا تحصل إلا في الرؤساء، وهذا يدلل على أن المقصود (بالملأ) الرؤساء الأكابر.
8- عرف الآلوسي الملأ بأنهم (أهل المشورة)([33]). وزاد البروسوي فقال: (هم القوم ذوو الشارة والتجمع)([34]). وهذا يدل على أن الملأ هم القوم الذين يجتمعون للتشاور على رأي ما لما يمتلكون من الشمائل.
9- قال ابن عاشور: (الملأ هم الجماعة الذين أمرهم واحد)([35]).
10- الملأ هم عليّة القوم ورؤساؤهم، وأهل الحل والعقد فيهم، وهم في العادة ذوو السلطة الإدارية، والهالة الاجتماعية المحيطة بهم من الأثرياء والمترفين، إذا نظر المرء إليهم ملأ عينه رواءً وقلبه هيبة([36]).
11- أما الدكتور صلاح الخالدي فيرى أن الملأ هم القادة والزعماء، الذين يقودون شعوبهم وأتباعهم في مواجهة الحق، والتصدي له، ويرسمون المكائد والمؤامرات ضده، وما على أتباعهم إلا تصديقهم ومتابعتهم وتأييدهم وهؤلاء القادة هم الذين سماهم القرآن (الملأ) الذين يملأون عيون وقلوب الأتباع مهابة وخوفاً([37]).
12- الملأ هم الرؤساء والقادة الذين بأيديهم القرار والمركز والمال والجاه، فهم مليئون بالمال والولد، وبما يقولون ويفعلون([38]).
          ويمكن أن نستنتج من هذا التعريف أن الملأ في زماننا هم الذين يشكّلون أعمدة نظام الحكم من الوزراء والزعماء، الذين جرت العادة باستكبارهم عن الحق، وعدم انقيادهم للرسل، الذين اطغاهم ترفهم في الحياة الدنيا واتّبعوا أهواءهم ولهو بلذاتهم ولا يبحثون إلا عن مصالحهم.
13- أما محمد قطب فيرى أن الملأ هم الذين (يملكون) و (يحكمون) وهم بطبيعة الحال الذين يشرعون من عند أنفسهم بما يحفظ سلطانهم على أولئك العبيد، ويسخرونهم لمصالحهم، ويستعبدونهم لأنفسهم، وهؤلاء (الملأ) بأيديهم بالفعل سلطة وسيادة مغتصبة من صاحبها الحقيقي، وهو الله عز وجل، وهذه السلطة يتحكمون بها في رقاب الناس، أي في رقاب العبيد الذين يستعبدونهم لأنفسهم ولأهواءهم، ولو كان ذلك تحت شعار (الحرية والإخاء والمساواة) أو تحت أي شعار مما تفنن (الملأ) دائماً في رفعه ليستعبدوا به العبيد([39]).
14- الملأ هم: (أشراف المجتمع من ذوي الحسب والنسب، والأسر العريقة كريمة المعتمد الذين يحيطون به ويقومون نيابة عنه بأمر الدين والدولة، فيشكّلون في مجموعهم الطبقة الحاكمة وسادة المجتمع وزينة زمانهم، يعظمهم الناس ويجبلونهم ويملأون عيونهم جمالاً، ونفوسهم بهاءً وجلالاً، وقلوبهم هيبةً ووقاراً)([40]).
15- الملأ هم البارزون في المجتمع وأصحاب النفوذ فيه الذين يعتبرهم الناس أشرافاً وسادة، أو يعتبرون حسب مفاهيم المجتمع وقيمة أشراف المجتمع وسادته([41]).
          وقد عدّ الرسول (r) الملأ قادة القوم وأهل الرأي فيهم حين انتقد أحد الأنصار ضعف أدائهم في الحرب بقوله: ما الذي تهنئونا به؟ فو الله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها!! فتبسم رسول الله (r) ثم قال: أي ابن أخي، أولئك الملأ([42]).
          إما التعريف الراجح الذي يميل إليه الباحث فيمكن أن نقسمه إلى تعريفين:
الأول: الذي يوافق التعريف اللغوي وهو أن الملأ: هم عليّة القوم ورؤساؤهم، وأهل الحل والعقد فيهم، وهم في العادة ذوو السلطات الإدارية، والهالة الاجتماعية المحيطة بهم من الأثرياء والمترفين، إذا نظر المرأ إليهم ملأ عينه رواءً وقلبه هيبة([43]).
أما التعريف الثاني: والذي يوافق القرآن الكريم وهو أن الملأ: هم الكبراء والسادات الذين جعلو أنفسهم أضداد الأنبياء، وهؤلاء لابد وأن يكونوا موصوفين بصفة لأجلها استحقوا هذا الوصف، وذلك بأن يكونوا هم الذين يملؤون صدور المجالس، وتمتلئ القلوب من هيبتهم، وتمتلئ الأبصار من رؤيتهم، وتتوجه العيون في المحافل إليهم([44]).
          وهذا التعريف الأخير هو مقصود الملأ في القرآن الكريم من خلال استعراضنا واستقرائنا للآيات التي ذكرت الملأ، إذ أن الآيات أطلقت اللفظة على من تصدى لدعوات الأنبياء، وكذلك فهم قادة الناس في الشر الذين اشتروا الضلالة بالهدى وأضلّوا الناس واستكبروا واتّبعوا أهواءهم وقدّموا مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية على الهدى والإيمان.
          وغالباً ما يكون هؤلاء الملأ أُولوا القوة والثروة والترف والرياسة، وهم الذين يجتمعون على أمر طارئ فيتبادلون فيه الآراء من أجل تدارك هذا الأمر المحدق بهم، أو بصورة أدق هم اللسان الناطق عن أنفسهم وعن عامتهم، لأنهم هم الذين يصدرون الأحكام والقوانين وهم الذين يشرعونها على الغير. ولا يعني هذا أن هذه اللفظة هي استحقاق لهم إنما هي من قبيل الواقع كما يرى الدكتور عبد الكريم زيدان إذ يقول: وإطلاق كلمة (الملأ) على هؤلاء في القرآن الكريم بهذا المعنى، هو من قبيل بيان الواقع لا من قبيل استحقاقهم فعلاً للشرف والسيادة والقيادة والرئاسة، ويشبه هذا الإطلاق ما ورد في رسائل النبي (r) الى رؤساء فارس والروم ومصر، فقد جاء في بعض هذه الرسائل مخاطبته (r) إلى رئيس الروم بعبارة (إلى عظيم الروم) فإطلاق هذه العبارة على رئيس القوم من قبيل بيان واقعة وهو أنه عظيم في نظر الروم لرئاسته لهم وليس من قبيل استحقاقه فعلاً لهذا الوصف([45]).

















المبحث الثاني
الألفاظ ذات الصلة
1- أكابر مجرميها
تخبرنا آيات القرآن الكريم عن المجرمين الذين يقومون بإضلال الناس وإفسادهم، وذلك عن طريق المكر والخداع وتوريط الأبرياء.
          ومن الآيات التي تتحدث عن هذا الصنف من الناس قوله تعالى: ﮱ  ﯓ    ﯔ  ﯕ         ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  ﯜ    ﯝ  ﯞ     ﯟ  ﯠ  ﯡ  ﯢ  ([46]).
          قال الإمام الطبري أي: (وكذلك جعلنا في كل قرية عظماءها ومجرميها يعني: أهل الشرك بالله، والمعصية له)([47]). والأكابر جمع أكبر قال مجاهد: (يريد العظماء)([48]). وقيل هم الروساء والعظماء الذين قد كبر جرمهم واشتّد طغيانهم([49]).
          والمعنى والله أعلم ان من سنّة الله تعالى التي لا تتبدل ولا تتغير أنه تعالى جعل في كل قرية (أكابر مجرميها) من العظماء والرؤساء، وإنما خصّهم بالذكر لأنهم أقدر على الفساد وأقوى من غيرهم على حمل الناس على اتبّاعهم في باطلهم([50]).
         
2- المترفون
          جاء في لسان العرب أن (الترف) هو: التنعم. والترفة هي النعمة. وفلان أترفته النعمة أي أطغته. والمترف هو الذي قد أبطرته النعمة وسعة العيش. والمترف هو المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها([51]).
          وقال الراغب الأصفهاني الترف: (التوسع في النعمة)([52]). والمترف في كلام السمين هو المتنعم بضروب النعم المتوسع فيها، فالترفة: التوسع في النعمة([53]). وقال ابن عرفة: (المترف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع مما فيه)([54]). وإنما قيل للمتنعم مترف لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه([55]).
          واستخلص الدكتور عبد الكريم زيدان من معاني [ الترف والمترف] في اللغة ثلاث صفات هي([56]):
1- الترف: بطر النعمة والمترف هو الذي أبطرته النعمة وسعة العيش.
2- الترف: هو الطغيان بسبب النعمة. والمترف هو الذي أطغته النعمة.
3- الترف: التنعم والتوسع في ملاذ الدنيا. والمترف هو المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها.
          أما معنى الترف في الاصطلاح فهو لا يبتعد عن معناه اللغوي من التنعم والتوسع في ملاذ الدنيا وبطر النعمة والطغيان بسببهما، والمترفون هم الأغنياء والرؤساء والجبابرة وقادة الشر للرسل([57]). وقال صاحب الكشاف المترفون: (هم الذين أترفتهم النعمة أي أبطرتهم فلا يرجون إلا الشهوات والملاهي ويتثاقلون مشاق الدين وتكاليفه)([58]). وقد عرّف ابن كثير المترفون فقال: (هم أولوا النعمة والحشمة والثروة والرياسة، وهم جبابرة القوم وقادتهم وروؤسهم في الشر)([59]) والمترفون هم أهل النعمة وسعة العيش وهم معظم رؤساء أهل الشرك وقادتهم وكبراءهم([60]).
. ومن الآيات القرآنية التي تناولت المعنى المذكور قوله تعالى: ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ   ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ  ﮏ  ﮐ      ﮑ    ﮒ  ﮓ  ﮔ       ﮕ   ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ   ([61]).
وقال تعالى: ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ    ﭘ  ﭙ  ﭚ    ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ   ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ([62]). وقوله تعالى: (مترفوها) أي: منعموها، وملؤها الذين اطغتهم الحياة الدنيا وغرّتهم الأموال واستكبروا عن الحق([63])، ويبدو أن هذا الاحتجاج من هؤلاء المشركين الضالين بتقليدهم لآبائهم الضالين، ليس المقصود به اتّباع الحق والهدى، وإنما هو التعصب الذميم الذي يراد به نصرة ما معهم من الباطل.
3- أئمة الكفر والضلال.
          أئمة جمع إمام، والإمام هو الذي يؤتمّ، سواء كان إنساناً أو كتاباً، ومن ذلك قولنا القرآن إمام المسلمين، وقد يقتدى بالإنسان الإمام في قوله أو فعله([64])، وقد يكون هذا الإمام إماماً قدوة في الخير، وقد يكون إماماً في الشر.
          يقول الإمام الراغب الأصفهاني: (والإمام: المؤتمّ به إنساناً كأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتاباً أو غير ذلك فحقاً كان أو مبطلاً وجمعه أئمة)([65]).
          ويعرف الشريف الجرجاني (الإمام) فيقول: (هو الذي له الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعاً)([66]). وهذا التعريف له صلة مطلقة بتعريف (الملأ).
          وقد يكون الإمام إماماً متبوعاً قدورة في الخير والهدى، كما حصل مع سيدنا إبراهيم u، إمام الهدى والدعوة، قال تعالى:   ﮥ  ﮦ   ﮧ    ﮨ   ﮩ   ﮪ  ﮬ  ﮭ    ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯗ  ﯘ       ﯙ  ﯚ  ﯛ  ﯜ  ([67])، وكذا الحال مع إسحاق ويعقوب عليهم السلام فمن صلاحهم جعلهم الله تعالى أئمة يهدون بأمره أي رؤساء يهتدي بهم في الخيرات وأعمال الطاعات قال تعالى ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ   ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ  ﭜ  ﭞ  ﭟ   ﭠ  ﭡ  ([68]).
                   وقد يكون الأئمة أئمة متبوعين في الكفر والباطل والضلال، يأتم بهم من هو معهم، ويقتدي بهم أتباعهم من أهل البغي والكفر والعدوان، فكما أن هناك أئمة هدى وإيمان وصلاح، هناك أئمة كفر وضلال.
          قال تعالى: ﮧ  ﮨ    ﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ   ﮱ  ﯓ  ﯕ  ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ   ﯛ  ([69]). و (أئمة الكفر) هم صناديد قريش وأهل الرياسة فيهم على العموم، كأبي جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف وغيرهم([70]). وقيل المراد بأئمة الكفر رؤساء المشركين وقادتهم([71]).
                   و تبين لنا من خلال الآية أن (أئمة الكفر) هم القادة، والرؤساء الطاعنين في دين الله تعالى، والناصرين لدين الشيطان، وخصّهم الخالق بالذكر لعظم جنايتهم، ولأن غيرهم تبع لهم، والآية فيها دلالة على أن كل من طعن في الدين وتصدى للرد عليه فإنه من أئمّة الكفر.
         
4- السادة والكبراء:
          قال الرازي: (سادتنا، جمع سادة، والسادة جمع السيد، وسادتنا جمع الجمع)([72]).
          ويعبّر بالسواد عن الشخص المرئي من بعيد، ويعبّر به عن الجماعة الكثيرة، نحو قولهم: عليكم بالسواد الأعظم. والسيد: هو المتولي للسّواد أي الجماعة الكثيرة، وينسب إلى ذلك فيقال: سيّد القوم، ويقال ساد القوم يسودهم([73]).
          وقال الجرجاني: (السادة: جمع السيّد، وهو الذي يملك تدبير السواد الأعظم)([74]). ولما كان من شروط المتولي للجماعة أن يكون مهذب النفس قيل لكل من كان فاضلاً في نفسه سيد.
          ولهذا المعنى ارتباط وثيق بمعنى (الملأ) لا ينفك عنه، (فالملأ) وكما مرّ بنا هم أشراف القوم وساداتهم والكبراء فيهم، أما السادة والكبراء فهم الذين يتولون تدبير شؤون السواد الأعظم من الناس، وهم من الملوك والولاة.
          فالسادة هم الذين يملكون كل شيء، وهم الذين يملكون القوة، ويملكون من    أسباب القوة كثرة الأموال، وكثرة الأولاد وكثرة الأتباع، ومن هنا فهم سادة الناس، ويكونون دائماً من الأغنياء والأقوياء والمستكبرين([75]). لكن القرآن الكريم لم يدخل هذا الكلام في حسابه عند تقييمه لهؤلاء السادة، لأن أدوات التقييم الخاصة في القرآن الكريم هي التقوى والعمل الصالح الذي يصلح به حال الفرد والمجتمع وقد سجل لنا القرآن الكريم صورة من صور يوم القيامة، وهذه الصورة، تمثل لنا فريقين:
الفريق الأول: قيادة من (الملأ) المتبوعين، وهم (السادة والكبراء).
الفريق الثاني: جماهير سذّج من الأتباع المتابعين لسادتهم، وكيف أن الأتباع يطيعون سادتهم وكبراءهم في الدنيا طاعة عمياء، لكنهم يدعون عليهم ويلعنونهم في الآخرة.
          قال تعالى مصوراً ذلك المشهد: ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ   ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ     ﭭ  ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ   ﭳ   ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ       ﭺ  ﭻ     ﭼ  ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ      ﮄ  ﮅ  ﮆ   ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ   ﮏ  ﮐ  ﮑ          ﮒ  ([76]).
                   يقول الدكتور صلاح الخالدي: (هذه هي المرة الوحيدة التي يطلق فيها على المتبوعين اسم (سادتنا وكبراءنا) فقد كان يطلق عليهم أحياناً اسم (الملأ)، وأحياناً اسم (الذين اتبعوا)، وأحياناً اسم (الذين استكبروا)([77]).
          وقد حذّر القرآن الكريم من الطاعة العمياء للجماهير الضالة، ومن اتخاذ القادة والسادة من ذوي النفوذ أو الجاه أو السلطان، الضالين المضلين أولياء، لأن هذه الزعامة تستند إلى الكفر والفجور والظلم([78]).
          والأساس في إنكار القرآن الكريم لهذا النوع من التبعية هو أنها لا تقوم على أساس من قيادة السادة أو الشياطين للإنسان، ولا على أساس من هداية العلم والدين، إنما تقوم على أساس من الوهم والظن الكاذب والذي يقود الى الخرافة([79]).
          لذلك فالقرآن الكريم يخبرنا أن الأتباع حينما أطاعوا (سادتهم وكبراءهم) في الدنيا، كانت النتيجة أن هؤلاء السادة أضلوا أتباعهم قال تعالى: ﮁ  ﮂ  ﮃ      ﮄ  ﮅ  ﮆ   ﮇ  ﮈ  ﮉ  ([80]).

5- المتبوعون:
          المتبوعون هم (الملأ) الذين يتولون الأمور، ويوجّهون الأتباع إلى ما يريدون، ويأمرونهم بما يريدون، ويرهبونهم ويرغبونهم، وما على الأتباع إلا الالتزام والسمع والطاعة والتأييد والولاء.
          وقال الإمام ابن فارس: (التبع: التلو والقفو. تقول: تبعت فلان، إذا تلوته، وتقول أتبعت فلاناً، إذا لحقته)([81]). ويقال تبعه وأتّبعه: قفا أثره، ويكون ذلك بالإرتسام والائتمار([82])، وعلى هذا قوله تعالى: ﭚ  ﭛ   ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ    ([83]). ويقال: أتبعه إذا لحق به وعلى هذا قوله تعالى : ﰎ  ﰏ  ﰐ   ([84]).
          و(تُبّعْ) كانوا رؤساء، سموا بذلك لإتباع بعضهم بعضاً في الرياسة والسياسة([85]). وقيل (تُبّع) ملك، يتبعه قومه، والجمع تبايعة وهو لقب ملوك اليمن، وقد نسب إليهم ملوك اليمن في القديم وكانوا أصحاب نعمة. قال تعالى: ﯰ   ﯱ  ﯲ  ﯳ  ﯴ  ([86]). والتَّبَعُ: الظل سمي بذلك لأنه يتبع صاحبه ولا يفارقه([87]).
          والخالق عزوجل يدعو المسلمين إلى اتّباع الطريق المستقيم وهو طريق الإسلام ويحذرهم من متابعة الشيطان وسلوك الطريق الأعوج قال تعالى: ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ   ﮱ  ﯓ    ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ  ﯘ   ﯚ    ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ([88]).
          وقد أخبر الحق سبحانه أن هناك أناساً عبدوا غير الله، وجعلوا البشر الطواغيت أنداداً لله واتبعوهم على الباطل، لكن في النهاية سيتبرأ هؤلاء المتبوعون من أتباعهم قال تعالى: ﭽ   ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ  ﮆ       ﮇ   ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ  ﮔ   ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ   ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ  ﮣ  ﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ   ﮨ  ﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ   ﮰ   ﮱ  ﯓ        ﯔ  ﯕ  ﯖ     ﯗ  ﯘ  ﯚ  ﯛ  ﯜ   ﯝ  ﯞ  ﯟ  ﯡ  ﯢ  ﯣ  ﯤ  ﯥ  ﯦ   ([89]).
          فهؤلاء أناس ضالون يعبدون غير الله ويبحثون عن (ملأ) كبراء من سادتهم وزعمائهم، فيجعلونهم آلهة مكان الله ويعبدونهم بدل الله تعالى، يقول الدكتور صلاح الخالدي (وهؤلاء الناس السذّج المستضعفون يخضعون لمتبوعيهم مَن السادة والكبراء الذين جعلوهم أنداداً لله، يذَّلون أمامهم، ويلغون وجودهم، ويعبدونهم، ويحبونهم محبة بالغة ويمضون أوقاتهم في تحقيق رغبات آلهتهم البشرية، ويكدّون ويتعبون ويشقون لينالوا رضى أسيادهم الأنداد)([90]).
         
6- الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله:
          الصد: هو المنع والصرف([91]). وصدّه عن الأمر منعه وصرفه عنه([92]). وتخبرنا آيات القرآن الكريم أن الكفار كانوا أشد الناس حرصاً على صدّ المؤمنين عن الدعوة والدين وبشتى الوسائل، قال تعالى: ﮠ  ﮡ   ﮢ  ﮣ  ﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ   ﮫ  ([93]).
          فالخالق U أخبر عن حال الكافرين الذين يصدّون عن سبيل الله أنهم قد بعدوا عن الحق، وضلوا ضلالاً بعيدا عن الصواب لا أمل في رجوعهم عنه، فهم بكفرهم وجحودهم بالله ورسوله، وصدهم أنفسهم وغيرهم عن ساحة الإيمان، ومقاومتهم لسبيل الدعوة الصحيحة إلى الله، أنهم بهذا العمل قد أخطأوا الطريق وزاغوا عن الحق والصواب([94]). فهؤلاء جمعوا بين الكفر بأنفسهم، وصدهم الناس عن سبيل الله، وهؤلاء هم أئمة الكفر، ودعاة الضلال، ودعاة الضلال قد ضلوا ضلالاً بعيداً وأي ضلال أعظم من ضلال من ضل بنفسه، وأضل غيره.
          وقال تعالى: ﮄ  ﮅ   ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ   ﮎ  ﮏ  ﮑ  ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ  ([95]). والمعنى والله أعلم أن كل من آثر الحياة الدنيا وزينتها، واستحب البقاء في نعيمها على النعيم في الآخرة، وصدّ عن سبيل الله- أي صرف الناس عن دين الله الذي جاءت به الرسل- فهو في ذهاب عن الحق بعيد عنه([96]). لأنهم ضلوا بأنفسهم وأضلوا غيرهم ولهذا فقد ورد عن أبي الدرداء (t) قال: قال رسول الله (r): (إن أخوف ما أخاف عليكم الأئمّة المضلين)([97]).
          وقد وصف الله تعالى هذا الصنف من أهل الكفر بقوله: ﯿ  ﰀ    ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄ  ﰅ   ﰆ  ﰇ  ﰈ  ﰉ            ﰊ   ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ    ﭙ  ﭚ    ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭤ  ﭥ      ﭦ     ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ   ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ    ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭽ  ([98]).
          فالذين يصدّون عن سبيل الله يريدون أن يصدّوا, الناس عن اتباع الحق والإيمان والطاعة، ويريدون أن تكون طريقتهم معوجّة غير معتدلة، والحال أنهم جاحدون بالآخرة مكذبون بوجودها، فهم الذين يصدّون أنفسهم وغيرهم عن الإيمان بالله والطاعة، فصاروا بذلك أئمّة يدعون إلى النار([99]).
         
                7- الغاوون:
          الغاوون جمع غاوٍ وهو الضالّ المنهمك في ضلاله لا يرّده شيء([100]). والغي الضّلال والخيبه أيضاً([101]).
          وقد تحدثت آيات القرآن الكريم عن هذا الصنف من الناس الذين يسعون إلى غواية البشر في كل وقت وحين، وكيف أنهم سيحكمون على أنفسهم يوم القيامة بالضلالة والغواية.
          قال تعالى: ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ    ﭻ           ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ   ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ   ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ        ﮉ  ﮋ  ﮌ  ﮎ  ﮏ          ﮐ     ﮑ  ﮒ  ([102]).
          والمعنى ينادي الله تعالى يوم القيامة هؤلاء المشركين، أين الذين عبدتموهم من دون الله؟ أين هؤلاء الشركاء الذين جعلوا أنفسهم آلهة لكم فخضعتم لهم واتبعتموهم، بل وجعلتموهم أهل الأمر والنهي، فيسألهم جل جلاله أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون؟ أين سادتكم وقادتكم، فيجيب الذين حق عليهم القول }ربنا هؤلاء الذين أغوينا{ هكذا أعترف الرؤساء بأنهم أغووا أتباعهم، في الدنيا وقاموا بإغوائهم وإضلالهم وفتنتهم حتى صرفوهم عن الدين وأبعدوهم عن الإيمان وأوقعوهم في الكفر، فهم يخدعونهم ويزعمون لهم أنهم مهتدون، وأنهم يهدونهم سبيل الرشاد([103]).
          والمقصود من }الذين حق عليهم القول{ هم الشياطين أو أئمّة الكفر ورؤوسه([104]). وقال ابن كثير: هم (الشياطين الدعاة إلى الكفر)([105]).
       ثمّ أخبر القرآن الكريم عن هذا الصنف من الناس أنهم ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ   ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮔ  ﮕ  ﮖ        ﮗ   ﮘ  ﮙ  ﮚ    ([106]). فهم لإعراضهم عن الله تعالى، إن يروا سبيل الرشد والهدى والاستقامة الموصل إلى الله تعالى لا يتخذوه سبيلا، فهم لا يسلكوه ولا يرغبون فيه، وإن يروا سبيل الغي وهو طريق الغواية والخسارة الموصل إلى دار الشقاء والعذاب يتخذوه سبيلا، وسبب هذا الإنحراف أنهم كذبوا بآيات الله وكانوا عنها غافلين([107]).

8- الذين استكبروا
          الاستكبار انحراف نفسي شاذ، صادر عن نفس منحرفة شاذة، ليست سليمة ولا سوية، والكبراء انتفشت نفوسهم، فرأوا أنفسهم أكبر من غيرهم، فأصيبوا بمرض الاستكبار، وتصرّفوا مع من ورائهم بتكبر واستعلاء، وإذلال، واستعبدهم واحتقروهم.
          والكبر هي الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وذلك أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره([108])، وتقول استكبر يستكبر: تعاظم فلم يخضع للحق عناداً. ويقال استكبر عن الأمر ترفع عنه ولم يقبله عناداً منه([109]).
          يقول الراغب الأصفهاني: (الكبر والتكبر والاستكبار تتقارب، فالكبر الحالة التي يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وذلك أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره، وأعظم التكبر: التكبر على الله تعالى بالإمتناع من قبول الحق والإذعان له بالعبادة)([110]).
          والكبر من الأخلاق السيئة والتي تجعل الإنسان بعيداً عن الله قال تعالى:
ﮪ      ﮫ    ﮬ  ﮭ  ﮮ  ([111]). وهو مرض من أمراض القلوب الخبيثة، وداء من أدواء النفوس الخسيسة ولا يصاب به إل الوضيع حيث يلتمس النقص في نفسه والصغار في شخصه، فيحاول أن يسدّ هذا النقص ويمحو ذلك الصغار ويتفنن في الأسلوب والوسائل([112])، كما أنه صفة من صفات الجهلة.
          والكبر من العوامل الصارفة عن الاستجابة للحق والباعثة إلى التمرد عليه، والخروج من دائرة الطاعة للخالق جل وعلا، واعظم الكبر والتكبر ما وقع في جانب أوامر الله ونواهيه، وذلك أن يتكبر على أداء طاعاته والانزجار عن معاصية، بل وأفضع ما يكون الجرم عندما يصدر من المخلوق نحو الخالق عز وجل.
          وصورة الأستكبار بأقبح حالاته هي تلك الواردة في القرآن الكريم وفيها بيان التصرف السيء الأهوج الذي صدر عن إبليس قديماً حينما أمره الخالق بالسجود لآدم فأبى واستكبر وترك السجود لطاعة ربه U([113]).
          وقد تحدث القرآن الكريم عن الكبر والمتكبرين في آيات كثيرة مبيناً خطورة هذه الصفة. قال تعالى يصف قوم صالح ممن استكبر عن الحق: ﭬ  ﭭ     ﭮ  ﭯ  ﭰ   ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ   ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭾ  ﭿ   ﮀ   ﮁ  ﮂ    ﮃ  ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ    ﮊ  ﮋ  ﮌ      ﮍ  ([114]).
          فأخبر تعالى أن المستكبرين هم أهل الجحد لله وأصل الصدّ عن سبيله، وهم أهل الخلاف على الرسل والأنبياء([115]). وقال تعالى:    ﭣ   ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ    ﭪ  ﭫ  ([116]). أي ذليلين صاغرين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاءً على استكبارهم([117]).
          وقد مدح الله تعالى الذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً قال تعالى: ﯧ  ﯨ      ﯩ   ﯪ   ﯫ  ﯬ  ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ   ﯱ  ﯲ  ﯴ  ﯵ   ﯶ  ([118]).
          أما حديث السنّة النبوية عن الكبرياء فقد جاءت كلها رافضة للتكبر فعن أبي هريرة  عن النبي (r) فيما يحكي عن ربه U قال: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحد منهما قذفته في النار)([119]). كما ورد عن رسول الله (r) أنه قال: (لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)([120]).
          والقرآن الكريم بين لنا حال الذين استكبروا من السادة والكبراء يوم القيامة وكيف أنهم يساقون للعذاب في جهنم والأغلال في اعناقهم، بسبب ما كان عليه هؤلاء الرؤساء الذين بالغوا في الكبر والتعظيم عن عبادة الله وقبول قوله المنزل على أنبيائه.

9- الذين ضلوا وأضلوا
          تخبرنا آيات القرآن الكريم أن الملأ المتبوعين، الذين يقتدي بهم أتباعهم، يقومون بإضلال هؤلاء الأتباع وإغوائهم، فيضلّ الأتباع، ويتابعون سادتهم وكبرائهم على الباطل.
          قال الإمام الراغب الأصفهاني في معنى مادة ضلّ: الضلال هو العدول عن الطريق المستقيم ويضادّه الهداية([121])، قال تعالى: ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ   ﯠ  ([122]).
          والضلال ضدّ الرشاد، وهو في مقابلة الهدى([123]). وقال السمين الحلبي: (الضلال في الأصل: إما العدول عن الطريق المستقيم، وإما الغيبوبة والضياع)([124]). والضلال يقال لكل عدول عن المنهج عمداً كان أو سهواً، يسيراً كان أو كثيراً([125]).
          وقد حذّر القرآن الكريم من الطاعة العمياء للجماهير الضالة، ومن اتخاذ القادة الضالين المضلين أولياء ووجّه إلى الأعتماد على البصيرة في كل إتباع. ومن الآيات التي تحدثت عن إضلال المتبوعين لأتباعهم قوله تعالى: ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ   ﭚ  ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ   ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ([126]).
          والخطاب في هذه الآية موجّه إلى أهل الكتاب، حيث ينهاهم عن الغلو والمجاوزة للحد كإثبات الإلهية لعيسى (u) وهو نبي من الأنبياء فجعلوه إلهاً من دون الله، وما ذلك إلا لإقتدائكم بشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديماً، وخرجوا عن طريق الإستقامة والإعتدال إلى طريق الغواية والضلال([127]).
          فهؤلاء القوم اتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً من الناس، يدعوهم  إلى الدين الذي هم عليه، فهم جمعوا بين الضلال والإضلال، وهؤلاء هم أئمّة الضلال الذين حذّر منهم القرآن الكريم، كما حذّر من إتباع أهوائهم المردية، وآرائهم المضلّة([128]).
                10ـ الجبابرة وأهل العناد
          قال الراغب الأصفهاني: (الجبار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته، بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم)([129]).
          (والجبار) هو المتعالي المتكبر، القاهر العاتي المتسلّط الذي يكره الناس بالقوة والعنف على ما يريد بغير حق([130]). أما (العنيد) فهو الطاغي المعاند للحق الذي لا يقبل الحق ولا يذعن له([131]). كما عرّف (العنيد) بأنه كل من كان شديد الرّفض للحق وإن ظهر له بالبرهان الساطع، فهو شديد الإصرار على رأيه أو أعتقاده، أو سلوكه أو مذهبه وإن ظهر له بطلان ما هو عليه([132]).
          وقد أخبر الله تعالى عن هذا الصنف من الجبابرة وأهل العناد في الأمم الماضية قال تعالى: ﮨ  ﮩ  ﮫ  ﮬ    ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ        ﯔ   ﯕ  ﯖ  ([133]). ففي هذه الآية الكريمة أشار القرآن الكريم إلى أن جماعة (عاد) القبيلة المعروفة أنكروا آيات ربهم الاعجازية والكونية مع علمهم بأنها حق، وعصوا رسول ربهم هوداً u، كما أنهم عصوا رسلاً أرسلهم الله من قبله إليهم، إلا أنهم جحدوا بكل هذه الآيات؛ جحدوا الإيمان، وجحدوا تصديق الرسول بالمعجزة وأهملوا وتركوا منهج الله جحوداً منهم وإعراضاً([134]). قال البيضاوي: (عصوا من دعاهم إلى الإيمان وما ينجيهم وأطاعوا من دعاهم إلى الكفر وما يرديهم)([135]).
          ثم يخبرنا الخالق U أن هؤلاء بعد أن تركوا إتباع الحق، راحوا يتبعون رؤساءهم الضالين من الجبابرة وأهل العناد قال تعالى: } ﮰ  ﮱ  ﯓ      ﯔ   ﯕ  {. وهذا هو الاتباع المذموم الذي حذّر منه القرآن الكريم. والمعنى واتّبع جمهور قوم عاد مطيعين وملتزمين أمر كلّ جبار عنيد من أءئمتهم وقادتهم في الضلال والطغيان والشرور والآثام([136]).
          ومعنى (الجبّار العنيد) أي رؤساءهم وكبراءهم ودعاتهم إلى التكذيب([137]). وقيل كبراءهم الطاغين([138]). قال الزّجاج: العنيد الذي يعدل عن القصد، وقيل هو الذي أبى أن يقول لا آله إلا الله([139]). وقال ابن الجوزي (العنيد): (هو الذي لا يقبل الحق)([140]).
وللعلماء في الجبار العنيد أربعة أقوال([141]).
أحدهما: أنه الذي يقتل على الغضب، ويعاقب على الغضب، قاله الكلبي.
الثاني: أنه الذي يجبر الناس على ما يريد، قاله الزجاج.
الثالث: أنه المتسلط.
الرابع: أنه العظيم في نفسه، المتكبر على العباد، ذكرهما ابن الانباري.
وبين الشعراوي أن  المقصود (بالجبار العنيد) هم قمم المجتمع وسادة الطغيان([142]). قال ابن كثير: (تركوا أتباع رسولهم الرشيد واتّبعوا أمر كل جبار عنيد)([143]).
          و (الجبار) صفة للحق U لأنه يستعمل جبروته في الخير ويقهر الظالمين والمعاندين والمكابرين، وذلك لمصلحة الأخيار الطيبين، أما (الجبّار) كصفة في الخلق فهي مذمومة، لأن التجبر هنا بدون أصالة بل هو كالبناء الأجوف، فالإنسان المتجبر قد يصيبه قليل من الصداع فيرقد مترجفاً، كما أن الجبار إن أراد أن يكون كذلك فعليه أن يكون صاحب رصيد مستمر، فلا تراه يوماً غير جبار، لذلك يمكن القول أن هذه الصفة هي صفة ذاتية لا تكون إلا لله I([144]). والجبار كما قال ابن عباس هو (العظيم)([145]). وقيل هو من الجبر وهو الإصلاح أو هو المصلح للأمور، أي أجبر خلقه على ما أراد وما يريد([146]).
          ثم يصف الله تعالى قوم عاد بقوله: ﯤ  ﯥ  ﯦ   ﯧ  ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ  ﯮ   ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ  ﯳ  ([147]). فبعد أن أنعم الله عليهم نعماً كثيرة كان من الواجب عليهم أن يشكروا نعم الله عليهم بالإيمان الصحيح الصادق وبالإسلام له والعمل بمرضاته، لا أن يستخدموا نعم الله في معصيته([148]).
          ثم يصفهم الخالق بقوله: } ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ  { فمع كثرة النعم التي تفوّقوا بها على الأقوام، لكنهم إذا بطشوا بأعداءهم وخصومهم بطشو حال كونهم جبارين ظالمين طغاة بغاة بغير حق([149])، وهذا هو شأن (الملأ) الفاسد أنهم يتسلطون على غيرهم بغير حق ويجبرون الناس على ما يريدون بالقوة، ثم هم أشد المعاندين للحق إذا ظهر بينهم مع أنهم يعلمون علم اليقين أن هذا هو الحق وأنهم على ضلال لكنهم يريدون أن يموِّهوا ذلك على أتباعهم حتى يبقى هؤلاء الجبابرة وأهل العناد على ماهم عليه من المنزلة، وحتى يبقون على اجرامهم وفسادهم، وحتى يبقون على مصالحهم.
          ثم أخبر الله تعالى عن هؤلاء الجبابرة بأنهم يجادلون في آيات الله، وأنهم أهل كبر، وأن الله سيطبع على قلوبهم قال تعالى: ﭲ  ﭳ   ﭴ     ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ    ﭹ  ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮃ               ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ     ﮊ  ﮋ  ([150]).
فالآية أخبرت أن كل متكبر جبار لا يذعن للحق، ولا يستجيب لدعوة الحق يطبع الله على قلبه، فتنطمس بصيرته، فلا يهتدي بالنور الذي يوضع بين يديه، بل يستمر في ظلماته، فالخالق يخبر أنه كما طبع على قلوب هؤلاء المجادلين المسرفين فكذلك يطبع ويختم على جميع قلوب المتكبرين الجبارين، الذين يتكبرون على اتّباع الحق ويتجبرون على الضعفاء بالإذلال والتسخير، والإهانة، والقتل بغير حق([151]). وقال قتادة: لا يكون الإنسان جبارً حتى يقتل نفسين، وأنّ آية الجبابرة القتل بغير الحق([152]).
          وفي نهاية المطاف يخبرنا الخالق U بوضوح عن نتيجة هؤلاء (الجبارين المعاندين) الذين انحرفوا عن الطريق المستقيم، ويتكبرون عن الحق، ويأنفون الخضوع والإذعان له، فقد وصفهم الله تعالى بالخيبة وهو وصف دقيق لمن حرم كل خير يطلبه، ووقع في كل شر هرب منه. قال تعالى: ﮣ   ﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ  ﮨ  ([153]). والخيبة هي الخسارة أو الهلاك، فهم قد خسروا وأُهلكوا، لأن العذاب قد نزل بهم([154]). (والجبار والعنيد) في الآية هو كل متكبر عنود يتكبر على رسل الله، ويعرف أن دين الإسلام هو دين الحق لكنّه لا يسلك هذا الطريق، بل ويأبى أن يدخل فيه وينطق بالشهادتين ظلماً وعلواً في الأرض([155]).
          فالخيبة والخسران هو عاقبة الجبابرة وأهل العناد وهي النهاية الحتمية التي يصل إليها كل من عرف الإسلام وأبى أن يدخل فيه ومصداق ذلك قوله تعالى: ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ    ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ   ([156]).


المبحث الثالث
الملأ في القرآن الكريم
          وردت لفظة (الملأ) في القرآن الكريم ومشتقاتها في ثلاثين موضعاً، موزعة على عشرة سور وكما هو مبين في أدناه مرتبة على أساس ترتيب المصحف.
ت
السورة
بيان المكي والمدني
صيغة اللفظة
الآيات
1
البقرة
مدنية
الملإ
بسم الله الرحمن الرحيم }أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ{. الآية: 246.
2
الأعراف
مكية
الملأ
}لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ* قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ{. الأيتان: 59- 60.
3
الأعراف
مكية
الملأ
}وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ* قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ{. الآيتان: 65-66.
4
الأعراف
مكية
الملأ
}قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ{. الآية: 75.
5
الأعراف
مكية
الملأ
}قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ{. الآية: 88.
6
الأعراف
مكية
الملأ
}وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ{. الآية: 90
7
الأعراف
مكية
الملأ
}قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ{. سورة الأعراف الآية: 109
8
الأعراف
مكية
الملأ
}وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ{. سورة الأعراف الآية: 127
9
هود
مكية
الملأ
}فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ{. سورة هود الآية: 27
10
هود
مكية
ملأ
}وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{. سورة هود الآية: 38
11
يوسف
مكية
الملأ
}وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ{. سورة يوسف الآية: 43
12
المؤمنون
مكية
الملأ
}وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ* فَقَالَ الْمَلَؤا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ{. سورة المؤمنون الأيتان: 23-24
13
المؤمنون
مكية
الملأ
}وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ{. سورة المؤمنون الآية: 33
14
الشعراء
مكية
للملإ
}قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ{. سورة الشعراء الآية: 34
15
النمل
مكية
الملأ
}قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَؤُا إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{. سورة النمل الآية: 29
16
النمل
مكية
الملأ
}قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَؤُا أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ{. سورة النمل الآية: 32
17
النمل
مكية
الملأ
}قَالَ يَاأَيُّهَا المَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{. سورة النمل الآية: 38
18
القصص
مكية
الملأ
}وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ{. الآية: 20
19
القصص
مكية
الملأ
}وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ{. سورة القصص الآية: 38
20
الصافات
مكية
الملإ
}لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ{. سورة الصافات الآية: 8
21
ص
مكية
الملأ
}وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ{. الآية: 6
22
ص
مكية
بالملإ
}مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإِ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ{. سورة ص الآية: 69
23
يونس
مكية
ملأه
}وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ{. سورة يونس الآية: 88
24
الأعراف
مكية
ملئه
}ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ{. سورة الأعراف الآية: 103
25
يونس
مكية
ملئه
}ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ{. سورة يونس الآية: 75
26
هود
مكية
ملئه
}وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ* إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ{. سورة هود الأيتان: 96- 97
27
المؤمنون
مكية
ملئه
}ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ* إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ{. سورة المؤمنون الآيتان: 45-46
28
القصص
مكية
ملئه
}اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ{. سورة القصص الآية: 32
29
الزخرف
مكية
ملئه
}وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{. سورة الزخرف الآية: 46
30
يونس
مكية
ملئهم
}فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلإيِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ{
سورة يونس الآية:83

نلاحظ من الجدول المذكور أن كلمة (الملأ) مذكورة في القرآن الكريم مرات عديدة، وبعدّة إشتقاقات وتصريفات، كما تبين لنا أن اللفظ قد تكرر في السورة الواحدة بآيات منفردات، فقد تكرر هذا اللفظ ثمان مرات في سورة الأعراف، وتكرر ثلاث مرات في سورة يونس وهود والمؤمنون والنمل والقصص، وتكرر مرتين في سورة ص، وتكرر مرة واحدة في سورة البقرة والشعراء والصافات والزخرف([157]).
كما تبين لنا من خلال هذا الجدول أن جميع الآيات القرآنية التي تحدثت عن الملأ هي في القرآن المكي إلا آية واحدة في سورة البقرة، وهذا يدل على قوة الاهتمام الذي أولاه القرآن الكريم للملأ في العهد المكي، وذلك بسبب تأثيرهم الواسع والعميق في حياة أهل مكة ومسار الدعوة الإسلامية.
          أما بعد هجرة الرسول (r) من مكة إلى المدينة فقد اختفت الإشارة إلى الملأ في القرآن الكريم، ولم ترد ضمن السور المدنية سوى إشارة واحدة (إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى) في سورة البقرة، وكانت دلالة ذلك واضحة بسبب كثافة الوجود اليهودي في المدينة.
          كما تبين لنا من الجدول السابق أن القرآن الكريم أشار إلى وجود (ملأ أعلى) في السماء و (ملأ أدنى) في الأرض.




الخاتمـــة
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى أله الطيبين الطاهرين الكرام البررة ، واصحابه النجباءالمقتفين اثره .
       بعد هذه الجولة المباركة مع كتاب الله تعالى التي تعرفنا من خلالها على ماهية الملأ في القرآن الكريم والألفاظ ذات الصلة، لابد هنا من الإشارة إلى أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث المتواضع وهي:
1- تبين لنا أن الملأ هم كبراء القوم وساداتهم الذين جعلوا أنفسهم أضداد الأنبياء، وهم في العادة من ذوو السلطات الإدارية والهالة الأجتماعية، الذين يملؤون صدور المجالس، وتمتلأ القلوب من هيبتهم، وتتوجه العيون في المحافل إليهم.
2- أشار القرآن الكريم إلى وجود (ملأ أعلى) في السماء و (ملأ أدنى) في الأرض
3- أن الوصف الغالب على الملأ في كل قوم معاداتهم للدعوة إلى الله تعالى، فقد قاوموا دعوة الرسل الكرام إلى الله وكانوا هم الذين يتولون كبر المقاومة الأثيمة للدعوة إلى الله، ويقودون حملة الكذب والإفتراء والتضليل ضد أنبياء الله تعالى.
4- تبين لنا مما سبق أن جميع الآيات القرآنية التي تحدثت عن الملأ هي في القرآن المكي إلا آية واحدة في سورة البقرة هي في القرآن المدني، وهذا يدل على قوة الاهتمام الذي أولاه القرآن الكريم للملأ في العهد المكي وذلك بسبب تأثيرهم الواسع والعميق في حياة أهل مكة ومسار الدعوة الإسلامية.
5- أن الملأ يحبون الرياسة والتسلط على رقاب العباد، ولذلك فهم يعارضون كل دعوة تسلبهم مكانتهم بين الناس وتجعلهم تابعين كبقية الناس.
6- أن الملأ بأوصافهم وأخلاقهم التي بينها القرآن الكريم يوجدون في كل مجتمع وفي كل زمان ومكان.
7- أن الملأ قابلوا دعوة الرسل المستندة إلى منطق العقل وحججه وبراهينه، بالطعن والشتيمة والتجريح، وهذه المقابلة لا يفعلها عاقل منصف، لأنها لا تستند إلى حجة أو برهان قاطع.
8- أن إطلاق لفظة الملأ في القرآن الكريم على أكابر القوم وساداتهم وأشرافهم إنما هو من قبيل الواقع في نظر القوم، لا من قبيل استحقاقهم فعلاً للشرف والسيادة والقيادة والرئاسة.
10- أن القرآن الكريم لم يقم وزناً للمال أو المنصب أو الجاه، وإنما ربط ذلك بمدى الأنصياع لأمر الله تعالى وتنفيذ ما أمر الله به من الأوامر والنواهي.
12- إنما صار هؤلاء (الملأ) أكابر المجتمع مع كونهم مجرمين بسبب غفلة أهل الحق وضعفهم وتفرقهم وجهلهم، مما سهّل على أهل الباطل أن يسيطروا عليهم ويتجرأوا عليهم وينصبوا أنفسهم قادة ورؤساء وعظماء وكبراء عليهم وعلى المجتمع كله.
13-  تبين لنا من خلال البحث أن من أهم أسباب عداوة الملأ للدعوة هو الكبر الذي يغشى نفوسهم، والحسد القبيح، وحب الرياسة والجاه، وحرص الملأ على مصالحهم ومكانتهم وتأثيرهم وغير ذلك.
14- أن من أبرز الصفات العامة للملأ الفاسد هي:
- الكفر بالخالق سبحانه.
- الكفر بيوم القيامة.
- الاستكبار وحَب الرياسة.
- الانغماس في حب الدنيا وشهواتها.


       وأخيراً أرجو من الله تعالى أن يتقبل عملي هذا بقبول حسن، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأسأله تعالى أن يهدينا إلى سبيل الحق والرشاد. ﯗ  ﯘ   ﯙ  ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯞ  ﯟ  ﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣ   ﯥ  ﯦ  ﯧ  ﯨ    ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯭ  ﯮ  ﯯ   ﯰ   ﯱ  ﯲ    ﯳ    ﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯹ  ﯺ   ﯻ  ﯼ  ﯽ    ﯾ  ﯿ  ﰀ  ﰂ  ﰃ  ﰄ   ﰅ  ﰆ   ﰈ  ﰉ  ﰊ  ﰋ  ﰌ  ﰍ  ﰎ   سورة البقرة الآية: 286.
















المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
1.  الأتباع والمتبوعون في القرآن- للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، الطبعة الأولى، (دار المنار) عمان 1417هـ- 1996م.
2.  الأخلاق الإسلامية وأسسها- عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، الطبعة الثانية، (دار القلم) دمشق، 1407هـ- 1987م.
3.     أساس البلاغة- للزمخشري (جار الله أبي القاسم محمود بن عمر) ت (538هـ)، (دار صادر) بيروت، 1399هـ-1979م.
4.           الأساس في التفسير- سعيد حوى، ت (1406هـ)، الطبعةالأولى، (دار السلام)، القاهرة، 1405هـ-1985 .
5.           أصول الدعوة- للدكتور عبد الكريم زيدان، الطبعة الثالثة، (مؤسسة الرسالة)، بيروت، 1408هـ-1987م.
6.           أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير- أبي بكر جابر الجزائري، (دار السلام للطباعة والنشر) القاهرة- مصر.
7.     البحر المحيط في التفسير- للغرناطي (محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي)، ت (754هـ)، طبعة جديدة بعناية الشيخ زهير جعيد، (دار الفكر للطباعة والنشر) بيروت- لبنان، 1412هـ-1992م.
8.     تاريخ الخلفاء- جلال الدين السيوطي، ت (911هـ)، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، الطبعة الثالثة، (مطبعة منير) بغداد، 1987م.
9.     التسهيل لعلوم التنزيل- لابن جزي الكلبي (أبي القاسم محمد بن أحمد) ت (741هـ)، ضبطه وصححه وخرج آياته محمد سالم هاشم، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية بيروت- لبنان، 1415هـ-1995م.
10.   تفسير أبي السعود أو إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم- لأبي السعود (محمد بن محمد بن مصطفى العمادي) ت (982هـ)، وضع حواشيه عبد اللطيف عبد الرحمن، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1419هـ-1999م.
11.   تفسير ابن عطية المسمى (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) لابن عطية (أبي محمد عبد الحق)، تحقيق وتعليق عبد الله بن إبراهيم الأنصاري والسيد عبد العال السيد إبراهيم، الطبعة الأولى، (مؤسسة العلوم للطباعة والنشر) قطر، 1409هـ-1988م.
12.   تفسير البيضاوي المسمى أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي (ناصر الدين أبي سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي) ت (791هـ)، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1424هـ-2003م.
13.   تفسير التحرير والتنوير- للإمام الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، (الدار التونسية للنشر)، دون ذكر السنة والتاريخ.
14.   تفسير الجلالين- للإمامين الجليلين جلال الدين محمد بن أحمد المحلي وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، مذيلاً بكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي، قدم له وعلق عليه. العلامة محمد كريم بن سعيد راجح، (مكتبة النهضة) بغداد.
15.   تفسير روح البيان- إسماعيل حقي البروسوي، ت (1137هـ) تعليق وتصحيح وضبط النص، الشيخ أحمد عزو عناية، الطبعة الأولى، (دار إحياء التراث العربي) بيروت- لبنان، 1421هـ-2001م.
16.   تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم- للسمرقندي (أبي الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم) ت (375هـ)، تحقيق وتعليق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبد الموجود والدكتور زكريا عبد المجيد النوني، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1413هـ-1993م.
17.      تفسير الشعراوي- للشيخ محمد متولي الشعراوي، طبع بمطابع دار أخبار اليوم، دون ذكر السنة والتاريخ.
18.   تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم ويله أحكام تهم المسلم- للدكتور محمد بن سليمان الأشقر. الطبعة التاسعة، 1425هـ.
19.   تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل- محمد جمال الدين القاسمي، ت (1322هـ) تحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، اعتنى به وصححه الشيخ هشام سمير البخاري، (دار إحياء التراث العربي) بيروت- لبنان، 1422هـ-2002م.
20.   تفسير القرآن العظيم- لأبي الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي ت (774هـ)، (دار إحياء التراث العربي) بيروت، 1388هـ-1996م.
21.   التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب- للرازي (فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ابن علي التميمي) ت (604هـ)، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1421هـ-2000م.
22.      التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق- للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، (دار النفائس) الأردن.
23.   تفسير النسفي المسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) للنسفي (عبد الله بن أحمد بن محمد) ت (701هـ)، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان.
24.   التفسير الوسيط- للدكتور وهبة الزحيلي، الطبعة الأولى، (دار الفكر المعاصر)، بيروت- لبنان، 1422هـ-2001م.
25.   تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان- عبد الرحمن بن ناصر السعدي، (ت 1376هـ)، طبعة جديدة منقحة، (مشروع مكتبة طالب العلم جمعية إحياء التراث الإسلامي)، الكويت، 1423هـ-2003م.
26.   جامع البيان عن تأويل آي القرآن- للطبري (أبو جعفر محمد بن محمد بن جرير) ت (310هـ)، تحقيق. أحمد عبد الرزاق البكري ومحمد عادل محمد ومحمد عبد اللطيف خلف ومحمود مرسي عبد الحميد، إشراف وتقديم، الدكتور عبد الحميد عبد المنعم مذكور، الطبعة الأولى، (دار السلام للطباعة والنشر) مصر، 1425هـ-2005م.
27.   الجامع لأحكام القرآن- للقرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري) ت (671هـ) الطبعة الأولى، (دار إحياء التراث العربي) بيروت- لبنان، 1422هـ-2002م.
28.  الجامع الصحيح (سنن الترمذي)- للترمذي (محمد بن عيسى) ت (279هـ) تحقيق. أحمد محمد شاكر وآخرون، (دار إحياء التراث العربي) بيروت.
29.  جمهرة اللغة- لابن دريد (أبو بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري) ت (321هـ)، الطبعة الأولى، (مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية)، حيدر آباد، 1324هـ.
30.   دراسات قرآنية- محمد قطب، الطبعة الثامنة، (دار الشروق) القاهرة، 1425هـ-2004م.
31.  الدّر المصون في علوم الكتاب المكنون- للسمين الحلبي ت (756هـ). تحقيق الشيخ علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية- بيروت، 1414هـ-1994م.
32.  الرعاية لحقوق الله- للمحاسبي (أبي عبد الله الحارث بن أسد) ت (243هـ) تحقيق عبد القادر أحمد عطا، الطبعة الرابعة، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان.
33.  روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني- للآلوسي (أبو الفضل شهاب الدين السيد محمد) ت (1270هـ)، قرأه وصححه محمد حسين العرب، (دار الفكر) بيروت- لبنان، 1414هـ-1994م.
34.  زاد المسير في علم التفسير- لابن الجوزي (أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد) ت (597هـ) خرج أحاديثه ووضع حواشيه، أحمد شمس الدين، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1422هـ-2002م.
35.   زبدة التفسير من فتح القدير- محمد سليمان عبد الله الأشقر، الطبعة الأولى، 1406هـ-1985م.
36.  السراج المنير- للخطيب الشربيني، خرج أحاديثه وعلق عليه، أحمد عزو عناية الدمشقي، الطبعة الأولى، (دار إحياء التراث العربي) بيروت- لبنان، 1425هـ-2004م.
37.  سنن أبي داود- للسجستاني (سليمان بن الأشعث الازدري) ت (275هـ) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، (دار الفكر).
38.  السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية- للدكتور عبد الكريم زيدان، الطبعة الأولى، (دار إحسان)، 1413هـ-1993م.
39.  سنن الدارمي- للدارمي (عبد الله بن عبد الرحمن) ت (255هـ)، تحقيق فواز أحمد وخالد السبع، الطبعة الأولى، (دار الكتاب العربي) بيروت، 1407هـ.
40.  السيرة النبوية- لابن هشام (أبو محمد عبد الملك) ت (213هـ)، حققها، مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي. (دون ذكر السنة والطبعة).
41.  شرح القاموس المسمى (تاج العروس من جواهر القاموس)- للزبيدي (محمد مرتضى الحسيني)، (دار الفكر) دون ذكر الطبعة والسنة.
42.  صحيح ابن حبان- محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، ت (354هـ)، تحقيق شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية (مؤسسة الرسالة) بيروت، 1414هـ-1993م.
43.  صحيح مسلم- مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، ت (261هـ)، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، (دار إحياء التراث العربي) بيروت.
44.  العقد الحضاري في شريعة القرآن- للدكتور الهادي الدرقاش، الطبعة الأولى، (دار قتيبة للطباعة والنشر)، 1408هـ-1989م.
45.  عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (معجم لغوي لألفاظ القرآن الكريم)- للشيخ السمين الحلبي (أحمد بن يوسف بن عبد الكريم) ت (756هـ)، تحقيق محمد باسل عيون السود، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1417هـ- 1996م.
46.  فتح البيان في مقاصد القرآن- للقنوجي (صديق بن حسن بن علي) ت (1307هـ)، قدم له وراجعه عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، (دار إحياء التراث العربي الإسلامي) قطر، 1410هـ-1989م.
47.  فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير- للشوكاني (محمد بن علي بن محمد) ت (1350هـ) ضبطه وصححه أحمد عبد السلام، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1415هـ-1994م.
48.  الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية- سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل ت (206هـ)، الطبعة الأولى، (دار الفكر للطباعة) بيروت- لبنان، 1423هـ-2003م.
49.   قبس من نور القرآن الكريم- للشيخ محمد علي الصابوني، الطبعة الثانية، (دار القلم) دمشق، 1408هـ-1988م.
50.  كتاب العين- للخليل بن أحمد الفراهيدي، ت (175هـ)، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، (دائرة الشؤون الثقافية) 1984م.
51.  الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاوايل في وجوه التأويل- للزمخشري (أبي القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد) ت (538هـ)، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت- لبنان، 1415هـ-1995م.
52.   كلمات القرآن تفسير وبيان- للشيخ حسنين محمد مخلوف، الطبعة الأخيرة، 1395هـ-1975م.
53.  الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية- لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي، ت (1094هـ)، مقابلة وفهرسة الدكتور عدنان درويش ومحمد المصري، الطبعة الثانية، (مؤسسة الرسالة) بيروت، 1998م.
54.  لسان العرب- لابن منظور (أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم) ت (711هـ)، (دار الفكر) بيروت. دون ذكر السنة.
55.  مختار الصحاح- للرازي (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر) ت (666هـ)، (دار الكتاب العربي) بيروت- لبنان، 1401هـ-1981م.
56.  المداراة التربوية ذاتية المدعوين- للدكتور أحمد محمد العليمي، الطبعة الأولى، (دار ابن حزم) بيروت، 1421هـ-2000م.
57.   مسند الإمام أحمد- لأحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني، ت (241هـ) (مؤسسة قرطبة) مصر,
58.  المصباح المنير في غريب الشرح الكبير- للرافعي (أحمد بن محمد المقري) ت  (770هـ) صححه مصطفى السقا، (مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده) مصر.
59.   مصطلحات قرآنية- للدكتور صالح عضيمة، الطبعة الأولى، (دار النصر) بيروت، 1414هـ-1994م.
60.  معارج التفكر ودقائق التدبر- عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني، الطبعة الأولى، (دار القلم) دمشق، 1421هـ- 2000م.
61.  معاني القرآن – للفراء (أبو زكريا يحيى بن زياد) ت (207هـ)، تحقيق أحمد يوسف نجاني ومحمد علي النجار، (دار السرور).
62.  معاني القرآن الكريم (تفسير لغوي موجز)- للدكتور إبراهيم عبد الله رفيده والدكتور محمد رمضان الحربي والدكتور محمد مصطفى صوفية والدكتور مصطفى الصادق العربي والدكتور أحمد عمر أبو حجر، الطبعة الأولى، (شركة الآن للطباعة والنشر) ليبيا، 1369هـ.
63.  معترك الأقران في إعجاز القرآن- للسيوطي (جلال الدين بن عبد الرحمن) ت (911هـ) ضبطه وصححه أحمد شمس الدين، الطبعة الأولى، (دار الكتب العلمية) بيروت، 1408هـ-1988م.
64.  المعجم الوسيط- الدكتور إبراهيم أنيس والدكتور عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله أحمد، أشرف على الطبع حسن علي عطية ومحمد شوقي أمين، الطبعة الثانية، (دار الأمواج) بيروت- لبنان، 1410هـ-1990م.
65.   المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم- محمد فؤاد عبد الباقي، (دار الحديث) القاهرة، 1422هـ- 2001م.
66.  معجم مقاييس اللغة- لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق عبد السلام محمد هارون، (دار الفكر للطباعة) 1359هـ.
67.  مفاهيم قرآنية- للدكتور محمد أحمد خلف الله، (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) الكويت، 1404هـ- 1984م.
68.  المفردات في غريب القرآن- للراغب الأصفهاني (أبو القاسم بن الحسين بن محمد) ت (502هـ)، تحقيق محمد سيد كيلاني، (دار المعرفة) بيروت- لبنان.
69.  موسوعة اصطلاحات العلوم الإسلامية (المعروف بكشاف اصطلاحات الفنون)- للتهانوي (محمد أعلى بن علي المولوي)، (شركة خياط)، بيروت.
70.   موسوعة القرآن العظيم- عبد المنعم حنفي، الطبعة الأولى، (مكتبة مدبولي) القاهرة، 2004م.




([1]) سورة ص الآية: 29.
([2]) سورة الأسراء الآية: 9.
([3]) ينظر العين للخليل بن أحمد الفراهيدي 8/346، معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء 1/383، جمهرة اللغة لابن دريد 3/267، معجم مقاييس اللغة لأحمد بن فارس بن زكريا 5/364، شرح القاموس المسمى تاج العروس للزبيدي 1/119، أساس البلاغة للزمخشري 601، معاني القرآن الكريم تفسير لغوي موجز للدكتور إبراهيم عبد الله رفيده والدكتور محمد رمضان الحربي والدكتور محمد مصطفى والدكتور مصطفى الصادق والدكتور أحمد عمر 2/26.
([4]) ينظر لسان العرب لابن منظور 1/159، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ لأحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي 4/106، المعجم الوسيط للدكتور إبراهيم أنيس والدكتور عبد الحليم منتصر وعطية الصوالحي ومحمد خلف الله 1/882، معاني القرآن الكريم تفسير لغوي موجز 2/26.
([5]) ينظر تاج العروس 1/120.
([6]) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير لأحمد بن محمد الفيومي 1/247.
([7]) مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي 631.
([8]) ينظر مختار الصحاح 631، لسان العرب 1/159، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 4/107، القاموس المحيط للعلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي 66، تاج العروس 1/119، المعجم الوسيط 1/882، الافصاح في فقه اللغة لعبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى 1/309.
([9]) ينظر لسان العرب 1/160، القاموس المحيط 66، تاج العروس 1/119، أقرب المورد في فصح العربية والشوارد سعيد الخوري 2/1234.
([10]) ينظر المفردات في غريب القرآن لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الاصفهاني 473، مختار الصحاح 631، لسان العرب 1/160، القاموس المحيط 66، تاج العروس 1/119.
([11]) ينظر معاني القرآن للفرّاء 1/383، الكلّيات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي 686.
([12]) ينظر العين 8/346، أساس البلاغة 601، القاموس المحيط 66، لسان العرب 1/159، تاج العروس 1/119، المعجم الوسيط 1/882، أقرب المورد في فصح العربية والشوارد 2/1234.
([13]) العين 8/346- 347.
([14]) ينظر المصدر السابق نفسه، المفردات في غريب القرآن 473، أساس البلاغة 601، مختار الصحاح 631، لسان العرب 1/159-160، عمدة الحفاظ 4/106، المصباح المنير 1/247، القاموس المحيط 66، المعجم الوسيط 1/882.
([15]) ينظر تاريخ الخلفاء للإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي 163.
([16]) ينظر مختار الصحاح 631، لسان العرب 1/159، المصباح المنير 1/274، القاموس المحيط 66، تاج العروس 1/119-120.
([17]) ينظر لسان العرب 1/159.
([18]) ينظر المصدر السابق 1/158، تاج العروس 1/120.
([19]) الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه باب اعتدال أركان الصلاة وتخفيفها في تمام 1/343 حديث رقم/471، وينظر سنن الترمذي 5/485 حديث رقم 3421.
([20]) لسان العرب 1/160، تاج العروس 1/119، أقرب المورد في فصح العربية والشوارد 2/1234.
([21]) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/368 حديث رقم 3484، سنن الترمذي 5/366 حديث رقم 3233، المعجم الكبير 1/317 حديث رقم 938.
([22]) ينظر جمهرة اللغة 3/267.
([23]) تاج العروس 1/119.
([24]) موسوعة اصطلاحات العلوم الإسلامية المعروف بـ (كشاف اصطلاحات الفنون) للشيخ محمد بن علي التهانوي 6/1312.
([25]) ينظر الافصاح في فقه اللغة 1/309.
([26]) ينظر الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية لسليمان بن عمر العجيلي الشافعي 1/327، الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي 7/195، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي 1/597، معترك الاقران في إعجاز القرآن لجلال الدين السيوطي 2/304، تفسير الجلالين للأمامين الجليلين جلال الدين محمد بن أحمد المحلي وجلال الدين بن أبي بكر السيوطي 50، تفسير أبي السعود أو إرشاد العقل السليم الى مزايا القرآن الكريم لأبي السعود محمد بن محمد العمادي 1/285، كلمات القرآن تفسير وبيان لمحمد حسنين مخلوف 50، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 124.
([27]) ينظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن لمحمد بن جرير الطبري 2/1437، تفسير أبي السعود 1/285، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير للإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني 1/331، كلمات القرآن تفسير وبيان 238.
([28]) ينظر معاني القرآن للفرّاء 1/383، زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 1/241، فتح القدير 1/331.
([29]) ينظر تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي 1/218، الجامع لأحكام القرآن 12/82، كلمات القرآن تفسير وبيان 202، زبدة التفسير من فتح القدير محمد سليمان عبد الله الأشقر 204، تيسير الكريم الرحمن387.
([30]) ينظر التسهيل لعلوم التنزيل لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي 1/305، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي 1/161، الجامع لأحكام القرآن 3/165، تفسسير النسفي المسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) للنسفي 1/161، البحر المحيط لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي 2/559، فتح البيان في مقاصد القرآن صديق بن حسن بن علي القنوجي 2/69، تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد بن صالح العثيمين 3/206.
([31]) ينظر الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لأبي القاسم جار الله محمد بن عمر الزمخشري 2/109، مفاتيح الغيب 14/124، تفسير القرآن الكريم المسمى السراج المنير للخطيب الشربيني 1/252.
([32]) ينظر مفاتيح الغيب 14/122.
([33]) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لأبي الفضل شهاب الدين محمود الآلوسي 9/32، وينظر تيسير الكريم الرحمن 503.
([34]) تفسير روح البيان إسماعيل حقي البروسوي 1/470، وينظر تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل محمد جمال الدين القاسمي 3/589.
([35]) التحرير والتنوير لابن عاشور 2/484.
([36]) ينظر معارج التفكر ودقائق التدبر عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني 4/462، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير لأبي بكر جابر الجزائري 1/233.
([37]) ينظر التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق للدكتور صلاح الخالدي 104.
([38]) ينظر موسوعة القرآن العظيم للدكتور عبد المنعم حنفي 2/858، الأتباع والمتبوعون في القرآن للدكتور صلاح الخالدي 122.
([39]) ينظر دراسات قرآنية محمد قطب 230.
([40]) مؤمن آل فرعون حفيد المرأة الكاملة وابن الرجل الصالح للدكتور الشفيع الماحي أحمد 82.
([41]) ينظر المداراة التربوية ذاتية المدعوين للدكتور محمد أحمد العليمي 70، قبس من نور القرآن الكريم للشيخ محمد علي الصابوني 3/42.
([42]) ينظر السيرة النبوية لابن هشام 1/643- 644.
([43]) ينظر معارج التفكر 4/462.
([44]) ينظر مفاتيح الغيب 14/122.
([45]) ينظر أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان 380.
([46]) سورة الأنعام الآية: 123.
([47]) جامع البيان 4/333.
([48]) الجامع لأحكام القرآن 7/94، زاد المسير 3/90، تفسير القرآن العظيم 2/183.
([49]) ينظر المفردات في غريب القرآن 421، الجامع لأحكام القرآن 7/94، زبدة التفسير 183، تيسير الكريم الرحمن 356.
([50]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 7/94، تفسير القرآن العظيم 2/172، زبدة التفسير 183.
([51]) لسان العرب 9/17.
([52]) المفردات في غريب القرآن 74.
([53]) ينظر عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 1/260.
([54]) المصدر السابق نفسه.
([55]) المصدر السابق 1/261.
([56]) ينظر السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد 183.
([57]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 14/196، زبدة التفسير من فتح القدير 568.
([58]) الكشاف 4/239.
([59]) تفسير القرآن العظيم 3/540، وينظر كلمات القرآن تفسير وبيان 313.
([60]) التحرير والتنوير 22/212.
([61]) سورة سبأ الآيتان: 34-35.
([62]) سورة الزخرف الآية: 23.
([63]) ينظر تيسير الكريم الرحمن 1075.
([64]) ينظر مفاهيم قرآنية للدكتور محمد أحمد خلف الله 72، مصطلحات قرآنية للدكتور صالح عضيمة 51-54.
([65]) المفردات في غريب القرآن 24، وينظر مختار الصحاح 26.
([66]) كتاب التعريفات 28.
([67]) سورة البقرة الآية: 124.
([68]) سورة الأنبياء الآية: 73.
([69]) سورة التوبة الآية: 12.
([70]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 8/86، تفسير القرآن العظيم 2/239، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي 6/425، زبدة التفسير 241، تفسير الجلالين 241.
([71]) ينظر زاد المسير في علم التفسير 3/360، أنوار التنزيل وأسرار التأويل 1/397، تفسير أبي السعود 3/128.
([72]) مختار الصحاح 320.
([73]) ينظر المفردات في غريب القرآن 246-247.
([74]) كتاب التعريفات 96.
([75]) ينظر مفاهيم قرآنية 123.
([76]) سورة الأحزاب الآيات: 64- 68.
([77]) الأتباع والمتوبعين في القرآن 122.
([78]) ينظر الأخلاق الإسلامية وأسسها عبد الرحمن حبنكة الميداني 2/140.
([79]) ينظر الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/143.
([80]) سورة الأحزاب الآية: 67.
([81]) معجم مقاييس اللغة 1/362، وينظر مختار الصحاح 75.
([82]) ينظر المفردات في غريب القرآن 72.
([83]) سورة البقرة الآية: 38.
([84]) سورة الشعراء الآية: 60.
([85]) المصدر السابق نفسه.
([86]) سورة الدخان الآية: 37.
([87]) المصدر السابق نفسه.
([88]) سورة البقرة الآية: 208.
([89]) سورة البقرة الآيات: 165- 167.
([90]) الأتباع والمتبوعون 56.
([91]) ينظر المفردات في غريب القرآن 276.
([92]) مختار الصحاح 357.
([93]) سورة النساء الآية: 167.
([94]) ينظر التفسير الوسيط للدكتور وهبة الزحيلي 1/416.
([95]) سورة إبراهيم الآية: 3.
([96]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 9/228.
([97]) الحديث أخرجه الدارمي في سننه 1/81 حديث رقم 211.
([98]) سورة هود الآيات 19-22.
([99]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 9/16.
([100]) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 3/183.
([101]) مختار الصحاح 485.
([102]) سورة القصص الأيتان: 62-63.
([103]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 13/196، الأتباع والمتبوعون 112.
([104]) الكشاف 3/412، زاد المسير 6/45.
([105]) تفسير القرآن العظيم 3/397.
([106]) سورة الأعراف الآية: 146.
([107]) ينظر تيسير الكريم الرحمن 404.
([108]) ينظر عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 3/367.
([109]) ينظر مفاهيم قرآنية 134-135.
([110]) المفردات في غريب القرآن 421.
([111]) سورة النحل الآية: 23.
([112]) ينظر العقد الحضاري في شريعة القرآن 367، وينظر الرعاية لحقوق الله لأبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي 378.
([113]) ينظر الرعاية لحقوق الله 378.
([114]) سورة الأعراف الآيتان: 75-76.
([115]) ينظر معارج التفكر 4/378.
([116]) سورة غافر الآية: 60.
([117]) ينظر تيسير الكريم الرحمن 1040.
([118]) سورة القصص الآية: 83.
([119]) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/144 حديث رقم 9348، سنن أبي داود باب ما جاء في الكبر 4/59 حديث رقم 4090، صحيح ابن حبان باب التواضع والكبر والعجب 12/486 حديث رقم 5671.
([120]) الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكبر وبيانه 1/93 حديث رقم 91، وينظر مسند الإمام أحمد 1/416 حديث رقم 3947، صحيح ابن حبان 1/460 حديث رقم 224.
([121]) ينظر المفردات في غريب القرآن 297، الكليات 577.
([122]) سورة الإسراء الآية: 15.
([123]) ينظر مختار الصحاح 383.
([124]) عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 2/382.
([125]) ينظر المفردات في غريب القرآن 297، عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ 2/382، الكليات 597.
([126]) سورة المائدة الآية: 77.
([127]) ينظر تفسير القرآن العظيم 2/82.
([128]) ينظر تيسير الكريم الرحمن 309.
([129]) المفردات في غريب القرآن 86، عمدة الحفاظ في تفير أشرف الألفاظ 1/300.
([130]) ينظر فتح القدير 2/644، معارج التفكر ودقائق التدبر 10/426.
([131]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 9/39، المقتطف من عيون التفاسير لمصطفى الخيري 2/59، التفسير المنير للدكتور وهبه الزحيلي 12/404.
([132]) ينظر معارج التفكر ودقائق التدبر 10/427.
([133]) سورة هود الآية: 59.
([134]) ينظر تفسير الشعراوي 11/6520، معارج التفكر ودقائق التدبر 10/426.
([135]) أنوار التنزيل وأسرار التأويل 1/461.
([136]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 9/39، معارج التفكر ودقائق التدبر 10/427.
([137]) ينظر الكشاف 2/390، الأساس في التفسير سعيد حوى 2/2572.
([138]) ينظر المقتطف من عيون التفاسير 2/59.
([139]) ينظر فتح القدير 3/122.
([140]) زاد المسير 4/93.
([141]) المصدر السابق نفسه.
([142]) ينظر تفسير الشعراوي 11/6520.
([143]) تفسير القرآن العظيم 2/450.
([144]) تفسير الشعراوي 5/3058.
([145]) الجامع لأحكام القرآن 18/33، وينظر تفسير العشر الأخير من القرآن للدكتور محمد سليمان الأشقر 9.
([146]) ينظر اسماء الله الحسنى الواردة في محكم كتابه مظفر عبد المجيد 11.
([147]) سورة الشعراء الآيات: 128- 130.
([148]) ينظر معارج التفكر ودقائق التدبر 8/662.
([149]) ينظر المصدر السابق 8/663.
([150]) سورة غافر الآية: 35.
([151]) ينظر التفسير المنير 24/436.
([152]) ينظر المصدر السابق نفسه.
([153]) سورة إبراهيم الآية: 15.
([154]) ينظر تيسير الكريم الرحمن 581.
([155]) ينظر الجامع لأحكام القرآن 9/234، زبدة التفسير من فتح القدير 332.
([156]) سورة آل عمران الآية: 85.
([157]) ينظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي 769.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق