الأحد، 29 أكتوبر 2017

الجدل والحوار في القرأن الكريم

كلية الحكمة الجامعة
قسم الدراسات الإسلامية

الجدل والحوار في القرآن الكريم

أ.دعبد الجبار عبد الواحد صالح
استاذ الفكر الإسلامي




1438هـ                                       2017م

الأسم الكامل واللقب: عبدالجبار عبدالواحد صالح العبيدي
الولادة: بغداد ـ العراق ـ  1947 
الدرجة العلمية : أستاذ
المهنة : استاذ جامعي متقاعد
التخصص العام : علوم الشريعة الإسلامية
التخصص الدقيق : فكر اسلامي



بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن ولاه الى يوم الدين .
وبعد :
فان التعلم لا يكون الا لما فهم وتم الاقتناع به ، فقد يفهم الانسان امراً يسمعه او يقرأه لكن فهمه له لا يعني انه قد اقتنع به ، واذا كان الفهم سبيلاً الى التعلم ، فان اقترانه بالاقتناع يزيد التعلم رسوخاً سواء في التلقي او الاحتفاظ او في التذكر والعمل بما تعلم([1]) .
ولعل الشرط الجوهري للاقناع ، ان يكون المتعلم حراً في تفكيره([2]) ، وآيات القرآن ناطقة صراحة بان لا اكراه في الدين .
وان الرسول r مكلف بالدعوة الى الله تعالى بالتبليغ المبين والتذكير بآيات الذكر الحكيم : يقول سبحانه وتعالى :         ([3])
ويقول تبارك وتعالى :   ([4]) .
ومن الاوليات المسلمة ان المقاصد لا تتكون في نفوس العقلاء بالقوة والقهر ، ولكن لها ومسائل لا تلتمس الا بها وفي مقدمتها البرهان العقلي([5]) .
والاعتقاد حق اساسي من حقوق الانسان في الاسلام ، كفله الله سبحانه وتعالى للانسان بكل الضمانات ، واشار اليه في عديد من الآيات من ذلك قوله تعالى :
  ([6]) .
ويقول سبحانه : ﯿ         ([7]) .
ويقول جل جلاله :     ([8]) .
وعدم الاكراه في المعتقد انما يتفق والفطرة التي فطر الله الانسان عليها ، إذ يقول سبحانه :       ([9]) .
كما يقول عز وجل :             ([10]) .
وايضاً يقول سبحانه :               ([11]).
ان كافة الشواهد تشير مؤكدة ان القرآن الكريم كتاب هداية واقناع ، واقناعه انواع ، لكنها تجتمع على اصل واحد هو فهم الواقع الذي يلمس ويحس ليبصر به الناس بعيونهم ، او يحسوا به بحواسهم ويقدروه ببصريتهم ، اي بعقولهم         ومداركهم ، وليس فيها ( اوامر مفروضة ) بل هي مشاهدات ثابتة تستنبط منها نتائج لازمة([12]) .
واول ما يبديه العقل من صور الاقناع ، تسليم الجميع باستحالة صدور القرآن من مصدر بشري ، وبتتابع حجج الله على الناس بما يقرؤونه في صفحات القرآن العظيم ، ويستنبطون منه .
فالقرآن يذكر الآيات ، ويورد النبوءات ، ويستعمل القسم ، ويخاطب الفطرة ، ويبين السنن التي لا تختلف ، ويستعمل التحدي للمكابر ، وفي كل اولئك احتجاج بواقع لا يمكنهم ان يتجاوروا فيه([13]) .
وابرز ما يمثل النهج العقلي الذي يستهدف الاقناع ، كل من ( الجدل ) و (الحوار) ، وقد وردت كلمة الجدل في القرآن الكريم في اكثر من موضع ولكن كلمة (الحوار ) فقد كانت اقل استعمالاً من الاولى ، فنحن لا نجد لها ذكراً الا في ثلاث آيات : قال تعالى في سورة الكهف : ﭽ      ﯿ            ([14]). والآية (37) من ذات السورة :          ([15]). وقال سبحانه وتعالى في سورة المجادلة :         ا([16]) .
وعلى ما تقدم قسمنا بحثنا المتواضع ( الجدل والحوار في القرآن الكريم ) من الناحية الشكلية الى ثلاثة محاور :
الاول / اساليب الجدل في القرآن الكريم .
الثاني / اساليب الحوار في القرآن الكريم .
الثالث / القواعد العامة للجدل في المنهج الاسلامي .
ومن الله تعالى التوفيق والسداد والرشاد .


المحور الاول
الجدل
جاءت الاشارة الى الجدل في تسعة وعشرين موضعاً في القضايا العامة ، والخاصة ، من دينية ، تتعلق بقضايا العقيدة والحياة ، او اجتماعية تدخل في امور المجتمع .
وجاءت من الفعل الرباعي ( جادل ) خمس وعشرين مرة ، وجعلها المصدر فيه مرتين بصيغة ( جدل ) واخريين بصيغة ( جدال ) ، ومرة بصيغة مجادلة ، والغالب عليها جميعاً انها في سياق الجدال الديني .
وتفسير ذلك يكمن فيما واجهه الاسلام من قضايا او عاش فيه الانسان من   مواقف
- فقد واجه الاسلام التحديات الفكرية والتقليدية التي تعيش في داخل وعي الانسان وفكره ، مما يتصل في حركة التغيير التي يريد الاسلام لها ان تغزوا اعماق الانسان وفكره ، لتنقله من ظلمات الشك والكفر والضلال الى الايمان والتوحيد والهداية([17]) .
- كما واجه التحديات الخارجية من القوى الدينية والاجتماعية والسياسية التي كانت تسيطر على حياة الانسان في المجتمعات التي لم تكن تؤمن بالاسلام ، فقد عملت الكثير من اجل ان لا تسمح للاسلام بالتقدم لتعطيل فاعليته وتؤخره عن مسيرته بمختلف الوسائل التي كانت تملكها ، سواء في ذلك  ما اثارته من حروب طويلة مرهقة وما وضعته امامه من حواجز وعقبات وما حشدته من شبهات وافكار واساليب ملتوية من اجل ان تزرع في النفوس المزيد من القلق والشك والحيرة بالنسبة لما يقدمه الاسلام من هدى وحلول لمشاكل الحياة الداخلية والخارجية([18]) .
وعلى هذا الاساس وقف الاسلام في وجه كل هذه التحديات ليرد على التحدي بمثله من موقع الرغبة في الوصول الى الحق ، وافساح المجال للافكار بان تلتقي بمناهجه لا من موقع الرغبة في الغلبة من اجل الغلبة ، ومن هنا جاء استخدام القرآن للجدل
والجدل في اللغة من صيغ المفاعلة ، والاصل اللغوي للمادة في استعمالاتها الحسية المادية فيه تعني الصلابة ، يقال جادل فلانا اذا صرعه ، والجدل عنف الخصومة في الناقشة واكثر ما يستعمل الجدل والمجادلة في صراع الافكار ، حيث يحاول كل مجادل ان يحكم رأيه ويدافع عنه في صلابة ، والجدل مقابلة الحجة بالحجة ، والمجادلة المناظرة والمخاصمة([19]) .
والانسان من شأنه – منذ كان – ان يكثر الجدل ، فكأن كثرة الجدل ظاهرة انسانية من تلك الخواص التي تميز الانسان عن غيره من الكائنات([20]) .
يقول سبحانه تعالى :     ([21]) .
من هنا قدر الاسلام ، وهو دين الفطرة ، طبيعة هذا الانسان التي تختلف عن طبيعة الملائكة وبقية الكائنات ، فلم ينكر عليه الجدال الا ان يكره مماراة فاحشة في الحق الجلي والآيات البينات ، من عناد ومكابرة ، او عن اضرار على الجهل والضلال .
يقول تبارك وتعالى :        ([22]) .
                            ([23]) .
   







          ([24]) .
              ([25]) .
لكن عندما يكون جدال الانسان عن حاجة الى الاقناع ، فمن حقه ان يصغي اليه ويجادل بالتي هي احسن ، وبهذا أُمر نبي الاسلام r والمسلمون ، بقوله سبحانه وتعالى :
        ([26]) .
               ([27]) .
وقد يتوهم ناس ، او يوهمون غيرهم ان الجدال في هذا المجال الديني لا يكون الا من الكفار والمشركين ، والحق ان الاسلام افسح للانسان وجه العذر حيث يكون جداله عن رأي حر وفكر حر ونية خالصة للوصول الى الحق ، لان مثل هذا الجدال ، من لوازم انسانيته التي حمل امانتها([28]) .
وقد جادل ابراهيم ( عليه السلام ) ربه في ( قوم لوط ) استرحاماً ، فلم يسخط عليه الله سبحانه وتعالى ، بل عذره سبحانه في حلمه على القوم الفاسقين ، وامره ان يعرض عن جدال لا جدوى فيه بعد ان سبق فيهم امر الله تعالى ، وحق عليهم عذاب غير مردود بجدال او استرحام .
قال تعالى :         ﭿ        ([29]) .
كذلك جادلت امرأ ة مسلمة رسول الله r في زوجها حيث ظاهر منها ، فلما لم تجد لدى الرسول r ما يفرج كربتها اشتكت الى الله ، فسمع سبحانه قولها ونزلت آيات في سورة المجادلة ، ومن هنا نجد تعدداً في معاني المجادلة القرآنية بتعدد وظائفها ، نشير الى بعضها فيما يلي([30]) :
1- المجادلة بمعنى المخاصمة : قال تعالى :       ([31]) .
اي كان الانسان اكثر خصومة ( جدلاً ) في الباطل ، فالجدل هنا نقيض للايمان وانحياز للباطل بمعناه الديني ، إذن الجدل هو موقف نقض ، يتعارض مع اليقين الاعتقادي القائم على التسليم والانقياد ، انه الشك الناظر في النقائض والخصائص ، هذا ونلاحظ من المعاني الاخرى للمخاصمة ( الجدل ) وجدوا تعابير مثل المحاددة ، والمشاققة ) ... الخ
2- المجادلة بمعنى المحاجة : قال تعالى : ([32]).
اي تأتي كل نفس تحاج او تدافع عن نفسها بدفع التهم الموجهة اليها .
3- المجادلة بمعنى المخالفة : قال تبارك وتعالى :                         ([33]) .
المحاددة هي مجادلة مخالفة لله تعالى ولرسوله r كأنها اداة في صراع الانسان فكرياً مع الغيب ، وهذه المجادلة في الآية المذكورة مؤدية الى الكبت اي الاذلال .
4- المجادلة بمعنى المراجعة : يقول سبحانه وتعالى : ([34]) .
اي قول التي تراجعك شاكية من زوجها ، فالمراجعة بما هي شكوى ، تعني نقض موقت ، وتعني صراعاً بين موقفين  موقف الزوجة ، وموقف الزوج ، كما تعني اخيراً ، انها دعوة الى النبي r المحتكم إليه ، كي يتخذ موقفاً فاصلاً ، يوفق او يتضمن او يتجاوز كلا الموقفين النقيضين .
5- المجادلة بمعنى الاختيار : يقول سبحانه وتعالى :     ([35])
يستفاد من الآية الكريمة ان العلم الالهي والعلم البشري هو الاساس ، وان الانسان الحر هنا في الاختيار ، يجادل بغير علم ، وترمي هذه الآية الى نقد الذي يجادل بعلم اخر مخالف لعلم الله تعالى اي لتعاليم الدين في الكتاب([36]) .
ولقد نهج القرآن الكريم في رده على الخصوم مناهج جدل متعددة منها([37]) :
1-السبر والتقسيم :
والسبر والتقسيم باب من ابواب الاستدلال الكاشف للحقيقة الهادي اليها .
وهو ايضاً باب من ابواب الجدل ، يتخذه المجادل سبلاً لابطال دعوى من يجادله ، بان يذكر اقسام الموضوع الذي يجادل فيه او يبين انه ليس في احد هذه الاقسام خاصة تسوغ قبول الدعوى فيه ، فيبطل دعوى الخصم([38]) .
ويمكن ان نستنتج انه يمر بعمليين :
احدهما : الحصر ، وهو المقصود بالتقسيم .
وثانيهما : الابطال ، وهو المراد بالسبر .
وقد ذكر السيوطي ان من امثلته في القرآن الكريم([39]) في قوله تعالى :              ﭿ        ([40]) .
ويبين السرخسي[41] وجوه التحريم التي لا تخرج عن واحد منها :
1- يلزم عليه ان يكون جميع الذكور حراماً .
2- يلزم عليه ان يكون جميع الاناث حراماً .
3- يلزم عليه تحريم الصنفين معاً .
فبطل ما فعلوه من تحريم بعض في حالة وبعض في حالة اخرى ، لان العلة على ما ذكر تقتضي اطلاق التحريم ، والاخذ عن الله بلا واسطة ( وحي ) باطل ، ولم يدعوه ، وبواسطة رسول كذلك ، لأنه لم يأت اليهم رسول قبل النبي r، واذا بطل جميع ذلك ، ثبت المدعى وهو ان ما قالوه افتراء على الله تعالى وضلال([42]) .
2- التحدي :
وذلك مثل ما تحدى الله U كفار قريش بان يأتوا بعشر سور من مثله مفتريات ، اي ما دام الامر كما تزعمون ان القرآن مفترى ، فلماذا لم تجربوا الاتيان بعشر مفتريات([43]) .
قال تعالى :          ([44]) .
    ([45]) .
        ([46]) .
3- القول الموجب :
وهو اخذ الخصم بموجب كلامه واستنباط ما يريده من ذلك كان تقع حقه في كلام الغير كتابة عن شيء اثبت له حكم فثبتها لغير ذلك الشيء ، وقال ذلك قوله عز وجل في شأن المنافقين والرد عليهم :
                         ([47]) .
فالاعز وقعت في كلام المنافقين كناية عن فريقهم ، والاذل من زين المؤمنين ، واثبت المنافقون لفريقهم اخراج المؤمنين من المدينة ، فاثبت الله تعالى في الرد عليهم صفة العشرة لغير فريقهم ، فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
4- التسليم :
وهو ان يفرض المحال اما منفياً او مشروطاً بحرف الامتناع ليكون المذكور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه ، ثم يسلم وقوع ذلك تسليماً جدلياً ويدل على عدم فائدة ذلك على تقدير وقوعه ، كقوله تعالى :
                     ([48]) .
ويشرح السيوطي ذلك بقوله : ( ان ليس مع الله اله ، ولو سلم ان معه سبحانه وتعالى الهاً لزم من ذلك التسليم ذهاب كل اله من الاثنين بما خلق وعلو بعضهم على بعض ، فلا يتم في العالم امر ولا ينفذ حكم ولا  تنتظم احواله ، والواقع خلاف ذلك ، ففرض الهين فصاعداً محال لما يلزم منه المحال ، الى غير ذلك من اشكال واساليب الجدل .



المحور الثاني
اساليب الحوار في القرآن الكريم
وصور الحوار التي جاء بها القرآن الكريم تختلف عن صور الجدل الاخرى ،  من حيث ان الجدل عادة يكون بين طرفين ، بينهما حوار قد يكون بين الانسان ونفسه ، او بين الانسان وعقله ، والحوار حيث يكون بين طرفين يكون الطرفان في مستويين مختلفين من حيث المعرفة والعلم بالموضوع الذي يدور حوله الحوار([49]) .
ولعل من اشد الامور ضرورة لوصول الحوار الى هدفه ، وجود الاجواء الهادئة للتفكير الذاتي الذي يمثل فيه الانسان نفسه وفكره ، والابتعاد عن الاجواء الانفعالية التي تبعد الانسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكير ، فانه قد يخضع في قناعاته افكاره للجو الاجتماعي الذي تنطلق فيه الجماعة في اجواء انفعالية حاسمة لتأييد فطرة معينة ، او رفض فكرة خاصة ، فيستسلم الانسان لها استسلاماً لا شعورياً كنتيجة طبيعية لانصهاره بالجو العام وذوبانه فيه ، الامر الذي ينتقد فيه استقلاله الفكري وشخصيته المميزة ، فيعود ظلاً باهتاً للجماعة([50]) .
وقد صور لنا القرآن الكريم – فيما نقله لنا من اسلوب النبي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم – في الحوار مع خصوم العقيدة ، عندما واجهوه بتهمة الجنون فقد دعانا الى ان نتجرد عن هذا الجو الانفعالي فيما اذا اردنا ان نتبنى فكرة او نرفضها .
قال تعالى :             ([51]) .
فقد اعتبر القرآن الكريم ، موضوع الاتهام للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالجنون ، خاضعاً للجو الانفعالي الذي كان يسيطر على التجمع العدائي لحضرته انذاك ، مما يجعلهم لا يملكون من افكارهم التي يستطيعون ان يزنوا بها صحة القضايا وفسادها .
بل تظل افكارهم كمثل الصدى لافكار الاخرين ، ولذلك دعاهم الى الانفعال عن هذا الجو المحموم ، بان يتفرقوا : مثنى وفرادى في موقف فكر وتأمل ، يرجع اليهم افكارهم وشخصياتهم ، ليصلوا الى النتيجة الحاسمة باسرع وقت ، لان طبيعة الفكر الهادئ الواعي الذي يواجه شخصية النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وافكاره وتعاليم رسالته ، وسوف يضع القضية في موضعها الطبيعي الذي يرفض هذه التهمة جملة وتفصيلاً ، لينتهي بعد ذلك الى الاقرار بانه رسول الله الى الناس لينذرهم بالعذاب الاليم([52]) .
وقد يخضع اطراف الحوار الى احساس بقداسة الفكرة التي يؤمنون بها ويدافعون عنها ، انطلاقاً من جوانب عاطفية ترتبط بالذات وبعلاقاتها بعيداً عن اي منطق فكري او عقلي ، فيصعب عليه الانفصال عنها والتنكر لها تحت تأثير اي ضغط فكري او اجتماعي ، من امثلة ذلك موقف الانسان من عقيدة ابائه واجداده او تقاليدهم([53]) .
ولنا في منهج القرآن الكريم في مواجهة هذا ، نماذج عديدة منها :
            ([54]) .
          ([55]) .
  ﯿ                                        ([56]) .
يلاحظ ان هذه الآيات الكريمة تتحدث عن الاصرار على رفض رسالة الله ، بحجة مخالفتها لما عليه آباؤهم ، فكان منهج القرآن في ردهم ، اثارة عنصر التساؤل ، ان لهم ، حول الامكانيات الفكرية التي يملكها الآباء ، وتوجيههم الى القيام بعملية الموازنة بين ما لديهم من تراث اتانهم وبين ما تأتيهم به الرسالات من قبل الله تعالى ، فقد يخرج هؤلاء من جو القداسة الى الجو الطبيعي ولو باثارة الشك في نفوسهم ازاء ما يقدسون ، والايحاء لهم بان احترام الاباء لا يمنع من قابليتهم للخطأ([57]) .
واحياناً يكون الحوار مع الذات ، كان ابرز صورة لهذا النوع من الحوار ، هي تلك التي تصور حوار ابراهيم ( عليه السلام ) مع نفسه ، والتي تصورها الآيات التالية :
قال سبحانه وتعالى :             ﭿ                   ([58]) .
وصورة اخرى من الحوار القرني هي التي لا يكون فيها الطرفان من مستوى ثقافي واحد ، وانما هناك من يحاور ليعرف الحقيقة عن هو اكثر دراية بها([59]) .
والصورة البارزة ، هي تلك التي وردت في سورة الكهف ، والتي يقول تعالى  فيها :
  ﭿ                                               ﯿ                                          ﭿ                                                                                                      ﯿ ([60]) .





المحور الثالث
القواعد العامة للجدل في المنهج الاسلامي
وسواء كان الامر جدل او حوار فقد هدى الاسلام في توجيهاته الى قواعد عامة للمحاورة الجدلية وهدفها في المنهج الاسلامي ، وبالتأمل في النصوص الاسلامية والاصول المنطقية البديهية يمكن استنباط جملة من تلك القواعد والضوابط والتي منها :
 القاعدة الاول / التخلي عن التعصيب :
يجب تخلي كل من الفريقين المتصديين للمناظرة حول موضوع معين ان التعصيب لوجهة نظره السابقة ، وهذا يقود للبحث عن الحقيقة والأخذ بها عند ظهورها ، سواء اكانت هي وجهة نظره السابقة ، او وجهة نظر من يحاوره في المناظرة ، او وجهة نظر اخرى .
وقد ارشدنا القرآن الكريم الى هذه القاعدة ، إذ علم رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم والمسلمين ان يقولوا للمشركين في مناظراتهم لهم :
      ([61]) .
ان موضوع المناظرة الذي وردت هذه الآية في صدده توحيد الخالق او الاشراك به ، وهما امران على طرفي نقيض ، لا لقاء بينهما بحال من الاحوال ، وهما يدوران حول اصل عظيم من اصول العقيدة الدينية ، كان من البديهة ان الهداية في احدهما إذ هو الحق ، وان الضلال المبين في الاخر اذ هو الباطل ، وفي هذا غاية التخلي عن التعصيب ، والاعتراف بالحقيقة والأخذ بها .
وقد ورد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم انه قال : (( الكلمة الحكمة ضالة المؤمن ، فحيث وجدها فهو احق بها ))([62]) .
 وابو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول : ( هذا رأي فإن كان صواب فمن الله تعالى ، وان يكن خطأ فمني ، والله ورسوله بريئان منه ) .
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه اجتهد برأيه وكان يقول لكاتبه : ( قل هذا رأي عمر فإن يكن صواباً فمن الله وان يكن خطأ فمن عمر ) .
وهذا ما نقل من غير واحد من فقهاء الصحابة([63]) .
ورحم الله تعالى ابا حنيفة النعمان ، فقد كان يقول : ( علمنا هذا الرأي وهو اكثر ما قدرنا عليه ، فمن جاء بخير منه قبلناه )([64]) .
يقول الصدفي([65]) : ( ما رأيت اعقل من الشافعي ، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ، ثم قال : يا موسى الا يستقيم ، ان نكون اخواناً وان لم نتفق في مسألة )([66]) .
 وهكذا تتسع دائرة الوفاق بين المذاهب بإقرار فتاوى ، وبقبول الرأي الآخر فلا تفسد الود قضية .
ويتجلى ذلك في اقوالهم وافعالهم ونصوص كتبهم([67]) .
القاعدة الثانية / المناظرة بالحسنى :
يجب ان يتقيد كل من الفريقين المتناظرين بالقول المهذب ، البعيد عن كل طعن او تجريح او هزء او سخرية او احتقار لوجهة نظر المحاور الآخر .
وقد ارشدنا الاسلام الى الالتزام بالحسنى التي تشمل كل ما يتعلق بالحوا ويرتبط به ويوافقه ويصاحبه ، من قول وفكر وعمل ، فالمسلم مطالب بان يلتزم في مجادلته ( دعوته ) لإثبات الحق الذي يؤمن به وإقناع الآخرين به ، وفي ذلك نصوص كثيرة ، منها :
قول الله تعالى : ([68]) .
وقوله تعالى :                ([69]) .
لذلك كان من اخلاق المسلم وآدابه مع خصوم دينه ومخالفي عقيدته ، انه لا    يسلك مسالك السب والشتم والطعن واللعن واللمز والهمز والسخرية والفحش والبذاءة([70]) .
وقد اكد ديننا الحنيف النهي عن هذه المسالك .
فقال الله تعالى :           ([71]) .
وقال سبحانه : ([72]) .
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :
(( ما كان الفحش في شيء إلا شانه ، وما كان الحياء في شيء إلا زانه ))([73]) .
وعن ابي الدرداء رضي الله عنه : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من شيء اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وان الله ليبغض الفاحش البذيء ))([74]) .


ووصف رسول الله r المؤمن بقوله : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ))([75]) .
القاعدة الثالثة / إحضار الحجة :
على المناظر ان يكون حاضر الحجة والبرهان في الموضوع المعين للمناظر ، ويكون ملتزماً الطرق المنطقية السليمة لدى المناظر والتي منها :
1- تقديم الادلة المثبتة او المرجوحة للأمور المدعاة .
2-إثبات صحة النقل للأمور المروية .
ومن ذلك اخذ علماء فن آداب البحث والمناظرة قاعدتهم المشهورة التي تقول : ان كنت ناقلاً فالصحة ، او مدعياً فالدليل .
ويدل على ذلك عموم الأمر بان يكون الجدال جدالاً بالتي هي احسن ، ويدل المنهج الاسلامي الى هذا الارشاد في آيات قرآنية كثيرة منها :
- قول الله تعالى :
         ([76]) .
وفي هذه الآية الكريمة يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بان يطالب الذين ادعوا انه لن يدخل الجنة إلا من كان من اليهود او من النصارى بتقديم برهانهم على ما يدعون .
- وقوله سبحانه وتعالى :                               ([77]) .
قالت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تزعم انك على ملة ابراهيم وانت تأكل لحوم الإبل وتشرب البانها ، وهي محرمة في ملته ؟ فقال لهم : كان ذلك حلالاً لابراهيم ، فقالوا : كل شيء تحرمه فإن كان محرماً في ملة نوح وابراهيم حتى انتهى الينا ، فانزل الله الآية مكذباً لهم([78]) :
            ([79]) .
- وقال سبحانه وتعالى :   ﯿ           ([80]) .
في هذه الآية الكريمة يأمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بان يطالب المشركين بتقديم برهانهم على كما يدعون ، ويشمل البرهان في مثل هذا الادعاء البرهان العقلي والبرهان النقلي عن رسول من رسل الله ، وهذه الآية الكريمة تشير الى مطالبتهم بالبرهان النقلي .
بينما آية النمل :                 ([81]) .
تطالب المشركين بتقديم البرهان بشكل عام عقلياً كان ام نقلياً .
القاعدة الرابعة / الا يكون المناظر ملتزماً في امر من امور بضد الدعوى التي يحامل ان يثبتها :
ومن الامثلة على سقوط دعوى المناظر بسبب التزامهم بضد دعواه وقبوله له : استدلال بعض من انكر رسالة نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم بانه بشر ، وزعم هؤلاء ان الاصطفاء بالرسالة لا يكون للبشر ، وانما يكون للملائكة او مشروط بان يكون مع الرسول من البشر ملك يرى وفي اعتراضهم على بشريته صلى الله عليه وسلم قال تعالى :
              ([82]) .
مع انهم يعتقدون برسالة كثير من الرسل السابقين كابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، وهؤلاء في نظرهم بشر وليسوا بملائكة ، وبذلك اسقط الله تعالى دعواهم بقوله سبحانه وتعالى :
            ([83]) .
القاعدة الخامسة / السلامة من التعارض والتنافر :
من الواجب على المحاور ان لا يناقض كلامه بعضه بعضاً فلا يكون في   الدعوى او في الدليل الذي يقدمه المناظر تعارض فاذا كان كذلك كان كلامه ساقطاً بداهة .
ومن امثلة ذلك قول الكافرين حينما كانوا يرون الآيات الباهرات تنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون ( سحر مستمر ) وقد ذكر الله تعالى ذلك بقوله جل شأنه :     ([84]).
ففي قولهم هذا تعارض وتهافت وتناقض ظاهر ، وذلك لا من شأن السحر كما يعلمون ان لا يكون مستمراً ، ومن شأن الأمور المستمرة ان لا تكون سحراً ، اما ان يكون الشيء الواحد سحراً ومستمراً معاً . فذلك جمع بين امرين متضادين لا يجتمعان .
ونظير ذلك قوم فرعون عن موسى عليه السلام حينما جاءه بسلطان بين من الحجج الدامغة والآيات الباهرات : ( ساحر او مجنون ) وقد قص الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله جل جلاله :                        ([85]) .
وهذان امران يكادان يكونان متضادين ، فمن غير المقبول منطقياً ان يكون الشخص الواحد ذو الصفات الواحدة ، متردداً بين كونه ساحراً وكونه مجنوناً ، وذلك لان الساحر من اذكياء الناس كثير الفطنة والدهاء ، وهذا امر يتنافى مع المجنون تنافياً كلياً .
وفي كلام فرعون هذا تهافتاً ظاهراً يسقطه من الاعتبار لدى المناظرة ، فهو لا يستحق عليه جواباً ، وهو يشعر بان فرعون يتهرب من منطق الحق ويطلق عبارة يغشى بها على الملأ من حوله حتى لا يفتضح امامهم بانتصار موسى عليه في الحجة ، او هو ينتقل الى موضوع جرأة موسى في القصر الفرعوني ، فيعللها بانها صادرة عن ساحر يعتمد على قوته في السحر ، او صادرة عن مجنون لا يقدر عواقب الامور وهذا ايضاً تهرب من منطق الحجج التي قدمها موسى عليه السلام الى موضوع آخر هو موضوع جرأته .
القاعدة السادسة / ان لا يكون الدليل ترديداً لأصل الدعوى :
ويكون ذلك باعادة للدعوى بصيغة ثانية ، وقد استخدم المناظر براعته في تغيير الالفاظ وزخرفتها ، ولكن تلك حيلة باطلة لا يلجأ اليها طلاب الحق .









الخاتمة
الحمد لله في البدء والختام والصلاة والسلام على خير الانام وعلى آله الطيبين الاطهاروصحابته الكرام .
وبعد ...
فقد منّ الله علينا بفضله وكرمه وجوده انجاز بحثنا المتواضع الموسوم :
 (الجدل والحوار في القرآن الكريم)
ومن خلال البحث والدراسة توصلنا لاهم النتائج التالية :
1.   ان التعلم لا يكون الا لما فهم وتم الاقتناع به ، فقد يفهم الانسان امراً يسمعه او يقرأه لكن فهمه له لا يعني انه قد اقتنع به.
2.   ان من أهم  الشروط الجوهرية للاقناع ، ان يكون المتلقي حراً في تفكيره، وآيات القرآن ناطقة صراحة بان لا اكراه في الدين.
3.   ابرز ما يمثل النهج العقلي الذي يستهدف الاقناع ، كل من ( الجدل ) و (الحوار) ، وقد وردت كلمة الجدل في القرآن الكريم في اكثر من موضع ولكن كلمة (الحوار ) كانت اقل استعمالاً من الاولى ، فنحن لا نجد لها ذكراً الا في ثلاث آيات : سورة الكهف : 34، والآية 37 من ذات السورة في سورة المجادلة :  ألآية: 1.
4.   لقد نهج القرآن الكريم في رده على الخصوم مناهج جدل متعددة منها:
                                أ‌-        السبر والتقسيم : والسبر والتقسيم باب من ابواب الاستدلال الكاشف للحقيقة الهادي اليها. وهو ايضاً باب من ابواب الجدل ، يتخذه المجادل سبلاً لابطال دعوى من يجادله ، بان يذكر اقسام الموضوع الذي يجادل فيه او يبين انه ليس في احد هذه الاقسام خاصة تسوغ قبول الدعوى فيه ، فيبطل دعوى الخصم .
ويمكن ان نستنتج انه يمر بعمليين : احدهما : الحصر ، وهو المقصود بالتقسيم .
وثانيهما : الابطال ، وهو المراد بالسبر .
         ب‌-   التحدي : وذلك مثل ما تحدى الله U كفار قريش بان يأتوا بعشر سور من مثله مفتريات ، اي ما دام الامر كما تزعمون ان القرآن مفترى ، فلماذا لم تجربوا الاتيان بعشر مفتريات.
         ت‌-  القول الموجب : وهو اخذ الخصم بموجب كلامه واستنباط ما يريده من ذلك كان تقع حقه في كلام الغير كتابة عن شيء اثبت له حكم فثبتها لغير ذلك الشيء.
         ث‌-  التسليم :وهو ان يفرض المحال اما منفياً او مشروطاً بحرف الامتناع ليكون المذكور ممتنع الوقوع لامتناع وقوع شرطه ، ثم يسلم وقوع ذلك تسليماً جدلياً ويدل على عدم فائدة ذلك على تقدير وقوعه.
5. وصور الحوار التي جاء بها القرآن الكريم تختلف عن صور الجدل الاخرى،  من حيث ان الجدل عادة يكون بين طرفين  بينهما حوار، قد يكون بين الانسان ونفسه ، او بين الانسان وعقله ، والحوار حيث يكون بين طرفين يكون الطرفان في مستويين مختلفين من حيث المعرفة والعلم بالموضوع الذي يدور حوله الحوار
6. وسواء كان الامر جدل او حوار فقد هدى الاسلام في توجيهاته الى قواعد عامة للمحاورة الجدلية وهدفها في المنهج الاسلامي ، وبالتأمل في النصوص الاسلامية والاصول المنطقية البديهية يمكن استنباط جملة من تلك القواعد والضوابط .








جريدة المصادر والمراجع
القرآن الكريم
1.            ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي بن محمد بن محمد ، ابو الفضل الكناني العسقلاني ، ( ت 852 هـ )، بلوغ المرام من ادلة الاحكام ، تقديم وتصحيح : ابراهيم اسماعيل ابراهيم ، دار العلوم الحديثة ، بيروت ، مكتبة الشرق الجديد ، بغداد ، 1983 .
2.            ابن حجر العسقلاني شهاب الدين احمد بن علي بن محمد ( ت 852 هـ ) ، تهذيب التهذيب دار المعارف النظامية بحيدر اباد ، الهند ، ط 1 ، 1327 هـ.
3.            ابن منظور : محمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ، لسان العرب ، دار صادر ، بيروت 1974
4.            ابو بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد بن مهدي ( ت 463 هـ ) تاريخ بغداد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ط 1 ، 1349 هـ - 1931 م.
5.            ابو عبد الله شمس الدين محمد بن ابي بكر بن ايوب المعروف بابن القيم ( ت 751 هـ ) ، اعلام الموقعين عن رب العالمين، قرأه وقدم له وعلق عليه وخرج احاديثه واثاره ، ابو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان ، دار ابن الجوزي ، المملكة العربية السعودية ، ط 1 ، 1432 هـ.
6.            الامام ابي حامد محمد بن محمد الغزالي ( ت 505 هـ ) ، احياء علوم الدين ،  دار مصر للطباعة ، 1988.
7.            جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي الشافعي، أبو الفضل ( ت 911 هـ )، الحاوي للفتاوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 ، 1983.
8.            جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي، أبو الفضل ( ت 911 هـ ) ،الاتقان في علوم القرآن، تحقيق : مركز الدراسات القرآنية، مجمع الملك فهد، السعودية، ط/1.
9.            حسن عابدين : حقوق الانسان وواجباته في القرآن ، رابطة العالم الاسلامي ، مكة 1984.
10.       حسنين محمد مخلوف ، صفوة البيان لمعاني القرآن وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ، الكويت ، ط 3 ، 1407 هـ - 1987 م.
11.       خليل احمد خليل ، جدلية القرآن ، دار الطليعة ، بيروت ، 1981.
12.       شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي ( ت 748 هـ ) سير اعلام النبلاء ، تحقيق : شعيب الارناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط 9 ، 1413 هـ.
13.       عائشة عبد الرحمن : مقال في الانسان ، دار المعارف ، القاهرة ، 1969.
14.       عبد العزيز جاويش ، الاسلام وبين الفطرة والحرية ، دار الهلال ، سلسلة كتاب الهلال ( 18 ) 1952.
15.       عبد الله ابو السعود بدر ، فقه العبادات ، عالم الكتب ، القاهرة ، 1982.
16.       عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( ت 774 هـ ) ، تفسير القرآن العظيم : طبعة جديدة مصححة ومنقحة مأخوذة عن مخطوطة دار الكتب المصرية ، قدم له عبد القادر الارنؤوط ، دار الفيحاء ، دمشق – دار ابن باديس – الجزائر.
17.       فاطمة اسماعيل محمد ، القرآن والنظر العقلي ، المعهد العالي للفكر الاسلامي ، هيرندن ، فيردينيا ، الولايات المتحدة الامريكية 1993 م.
18.       محمد احمد خلف الله ، مفاهيم قرآنية ، دار الفكر ، بيروت ، ط/1، 1432هـ
19.        محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي (المتوفى: 483هـ)، أصول السرخسي، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ط/1، 1414 هـ- 1993 م.
20.      محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (المتوفى: 1394هـ)،المعجزة الكبرى القرآن، دار الفكر العربي.
21.      محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)، الجامع الكبير - سنن الترمذي، تحقيق : بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998 م
22.       محمد حسين فضل الله : الحوار في القرآن ، الدار الاسلامية ، بيروت ، 1979.
23.       محمد عبدة ، رسالة التوحيد ، تحقيق : محمود ابو رية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1966 م.
24.       محمود شلتوت ، الاسلام عقيدة وشريعة ، دار الشروق ، القاهرة ، 1975.
25.       النووي : ابو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي ( ت 674 هـ ) رياض الصالحين ، تحقيق : عبد العزيز رماح واحمد يوسف الدقاق ، دار المأمون ، دمشق ، ط 2 ، 1396 هـ - 1976 م.





([1]) محمود شلتوت ، الاسلام عقيدة وشريعة ، دار الشروق ، القاهرة ، 1975 ، ص 129 .
([2]) عبد الله ابو السعود بدر ، فقه العبادات ، عالم الكتب ، القاهرة ، 1982 ، ص 398 .
([3]) الغاشية : 21 – 22 .
([4]) ق : 54 .
([5]) عبد العزيز جاويش ، الاسلام وبين الفطرة والحرية ، دار الهلال ، سلسلة كتاب الهلال ( 18 ) 1952 ، ص 143 .
([6]) يونس : 99 .
([7]) البقرة : 256 .
([8]) الكهف : 229 .
([9]) البلد : 10 .
([10]) الانسان : 3 .
([11]) الكافرون : 1 – 6 .
([12]) حسن عابدين : حقوق الانسان وواجباته في القرآن ، رابطة العالم الاسلامي ، مكة 1984 ، ص 137 .
([13]) محمد عبدة ، رسالة التوحيد ، تحقيق : محمود ابو رية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1966 م ، ص 146.
([14]) الكهف : 34 .
([15]) الكهف : 37 .
([16]) المجادلة : 1 .
([17]) محمد حسين فضل الله : الحوار في القرآن ، الدار الاسلامية ، بيروت ، 1979 ، ص 16 .
([18]) المرجع السابق ، ص 17 .
([19]) ابن منظور : محمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ، لسان العرب ، دار صادر ، بيروت 1974 ، 11 / 103 .
([20]) عائشة عبد الرحمن : مقال في الانسان ، دار المعارف ، القاهرة ، 1969 ، ص 94 .
([21]) الكهف : 54 .
([22]) الانفال : 6 .
([23]) الحج : 8 .
([24]) غافر : 5 .
([25]) غافر : 56 .
([26]) النحل : 125 .
([27]) العنكبوت : 46 .
([28]) عائشة عبد الرحمن : مقال في الانسان ، مرجع سابق ، ص 95 .
([29]) هود : 74 – 76 .
([30]) خليل احمد خليل ، جدلية القرآن ، دار الطليعة ، بيروت ، 1981 ، ص 22 .
([31]) الكهف : 54 .
([32]) النحل : 111 .
([33]) المجادلة : 5 .
([34]) المجادلة : 1 .
([35]) الحج : 3 .
([36]) جدلية القرآن ، مرجع سابق ، ص 23 .
([37]) فاطمة اسماعيل محمد ، القرآن والنظر العقلي ، المعهد العالي للفكر الاسلامي ، هيرندن ، فيردينيا ، الولايات المتحدة الامريكية 1993 م ، ص 119 .
([38])محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (المتوفى: 1394هـ)،المعجزة الكبرى القرآن، دار الفكر العربي ، ص 378 .
([39])أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي( ت 911 هـ )  ،الاتقان في علوم القرآن، تحقيق : مركز الدراسات القرآنية، مجمع الملك فهد، السعودية، ط/1، 2 / 1 .
([40]) الانعام : 143 – 144 .
[41] محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي (المتوفى: 483هـ)، أصول السرخسي،
دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ط/1، 1414 هـ- 1993 م، 2/ 210.

([42]) السيوطي ، الاتقان 2 / 137 .
([43]) فاطمة اسماعيل ، القرآن والنظر العقلي ، ص 121 .
([44]) هود : 13 .
([45]) البقرة : 23 .
([46]) الاسراء : 88 .
([47]) المنافقون : 8 .
([48]) المؤمنون : 91 .
([49]) محمد احمد خلف الله ، مفاهيم قرآنية ، دار الفكر ، بيروت ، ط/1، 1432هـ ، ص 160 .
([50]) محمد حسين فضل الله ، الحوار في القرآن ، ص 44 .
([51]) سبأ : 46 .
([52]) المرجع السابق ، ص 45 .
([53]) المرجع السابق ، ص 47 .
([54]) البقرة : 170 .
([55]) الشعراء : 136 – 138 .
([56]) الزخرف : 22 – 42 .
([57]) محمد حسين فضل الله ، ص 49 .
([58]) الانعام : 75 – 79 .
([59]) محمد احمد خلف الله ، مفاهيم قرآنية ، ص 191 .
([60]) الكهف : 64 – 82 .
([61]) سبأ : 24 .
1.    ([62])محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)، الجامع الكبير - سنن الترمذي، تحقيق : بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998 م
، حديث برقم 688 ، ص 395 .
([63])ابو عبد الله شمس الدين محمد بن ابي بكر بن ايوب المعروف بابن القيم ( ت 751 هـ ) ، اعلام الموقعين عن رب العالمين، قرأه وقدم له وعلق عليه وخرج احاديثه واثاره ، ابو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان ، دار ابن الجوزي ، المملكة العربية السعودية ، ط 1 ، 1432 هـ،، 1 / 45 ، 55 ، 157 .
([64]) ابو بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد بن مهدي ( ت 463 هـ ) تاريخ بغداد ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، ط 1 ، 1349 هـ - 1931 م ، 13 / 359 .
([65]) هو يونس بن عبد الاعلى بن موسى بن ميسرة المصري ( ت 264 هـ ) كان ثقة فقيه ، فاضلاً ، ثقة على الشافعي ، ينظر : ابن حجر العسقلاني شهاب الدين احمد بن علي بن محمد ( ت 852 هـ ) ، تهذيب التهذيب دار المعارف النظامية بحيدر اباد ، الهند ، ط 1 ، 1327 هـ ، 13 / 440 .
([66]) شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي ( ت 748 هـ ) سير اعلام النبلاء ، تحقيق : شعيب الارناؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط 9 ، 1413 هـ ، 10 / 16 .
([67]) جمع الامام السيوطي : جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي الشافعي ( ت 911 هـ ) في كتابه الحاوي للفتاوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 ، 1983 ، 1 / 39 الكثير منها .

([68]) النحل : 125 .
([69]) العنكبوت : 46 .
([70]) الامام ابي حامد محمد بن محمد الغزالي ( ت 505 هـ ) ، احياء علوم الدين ،  دار مصر للطباعة ، 1988 ، 1 / 59 – 67 .
([71]) الانعام : 108 .
([72]) الهمزة : 1 .
([73]) عن انس رضي الله عنه ، سنن الترمذي ، حديث برقم 1975 ، ص 21 .
([74]) المصدر السابق حديث برقم 2003 ، ص 274 ، حسن صحيح .
([75]) ابن حجر العسقلاني ، احمد بن علي بن محمد بن محمد ، ابو الفضل الكناني العسقلاني ، ( ت 852 هـ )، بلوغ المرام من ادلة الاحكام ، تقديم وتصحيح : ابراهيم اسماعيل ابراهيم ، دار العلوم الحديثة ، بيروت ، مكتبة الشرق الجديد ، بغداد ، 1983 ، ص 373 – النووي : ابو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي ( ت 674 هـ ) رياض الصالحين ، تحقيق : عبد العزيز رماح واحمد يوسف الدقاق ، دار المأمون ، دمشق ، ط 2 ، 1396 هـ - 1976 م ، ص 488 .
([76]) البقرة : 111 .
([77]) آل عمران / 93 .
([78])عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( ت 774 هـ ) ، تفسير القرآن العظيم : طبعة جديدة مصححة ومنقحة مأخوذة عن مخطوطة دار الكتب المصرية ، قدم له عبد القادر الارنؤوط ، دار الفيحاء ، دمشق – دار ابن باديس – الجزائر ، المجلد الاول ، ص 506 – 508 ، الشيخ حسنين محمد مخلوف ، صفوة البيان لمعاني القرآن وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ، الكويت ، ط 3 ، 1407 هـ - 1987 م ، ص 88 .
([79]) آل عمران : 93 .
([80]) الانبياء : 24 .
([81]) النمل : 64 .
([82]) الفرقان : 7 .
([83]) الفرقان : 20 .
([84]) القمر : 1 – 2 .
([85]) الذاريات : 38 – 39 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق